للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق ساعد على اتمام بناء السور الا ان التطور توقف بموت السلطان سليم سنة ١٥٧٤ (١).

ولم يواجه المهاجرون اليهود أي عقبة سياسية لان زعماء المسلمين لم يرفضوا في أي فترة السماح لليهود القادمين من البلدان الاجنبية بدخول فلسطين والاستيطان فيها. ولم يمنح هذا السماح للمسيحيين الغربيين، وبعد وصول اول فوج من المستوطنين الصهيونيين من رومانيا عام ١٨٨٢م اصدر السلطان عبد الحميد لاول مرة في التاريخ، عام ١٨٨٥م، امراً يسمح بدخول اليهود كحجاج فقط لا كمستوطنين. على ان القانون لم ينفذ ابداً بصرامة، ولكن هذا القانون وما تلاه من قوانين تقيد الهجرة كانت تنطبق فقط على اليهود الاجانب، اما مئات الآلاف من المواطنين اليهود في البلدان المحيطة بفلسطين والخاضعة للامبراطورية العثمانية فقد كان باستطاعتهم دوماً الاستيطان في فلسطين (٢).

ففي الماضي كان يباح للاجنبي الاتجار مع البلاد العثمانية والمكوث فيها دون ان يملك اقل قطعة من الارض، لان الشرع الإسلامي لا يبيح له دخول البلاد الإسلامية الا إذا قبل احد امرين الجزية أو الإسلام، واذا دخلها فلا يقيم بها الا لاجل معين إلى ان تغير ذلك في ٧ صفر ١٢٨٤هـ (١٨٥٦م) بصدور الخط الهمايوني الذي يساوي بين حق الاجنبي وحق العثماني في الامتلاك العقاري بالبلاد العثمانية. ولكن الاوامر الجديدة كانت تستثنى اليهود الاجانب من التملك في فلسطين. وقد اشارت جريدة المؤيد في ٥/ ١١/١٨٩١م بان الدولة العلية كانت قد رحبت بالمهاجرين من يهود روسيا فكانت بذلك اعرف الدول بحقوق الانسانية ولكنها رأت بعد ذلك انهم يفدون إلى البلاد التي يقصدونها زمراً وجماعات بحيث يضيق عنهم قضاء تلك البلدان، فلما تدبر الباب العالي في المضار التي تلحق الرعايا العثمانية من وفودهم بهذه الصفة اضطرت ان تمنع دخولهم الاراضي العثمانية (٣).


(١) موقف عرب فلسطين من الهجرة اليهودية الصهيونية (١٨٨٢ ـ ١٩١٤م) - د. اسماعيل احمد ياغي- ص٣.
(٢) الصهيونية و إسرائيل وآسيا- ج. هـ. جانسن -ص٢٣.
(٣) النشاط الصهيوني في الشرق العربي وصداه (١٩٨٠ـ١٩١٨م) - د. خيرية قاسمية - ص٢٤ - ٢٥، م. ت. ف، مركز الابحاث، بيروت، ١٨٧٣م

<<  <  ج: ص:  >  >>