للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أسباب رفض العالم للحرب]

حملت الصفحة الأولى لجريدة واشنطن بوست بتاريخ ٢٤/ ٢/٢٠٠٣م مادة تقول: إن كثيرين في العالم يعدون الرئيس (جورج دبليو. بوش) تهديداً للسلم العالمي أكثر من صدام حسين. ليس هذا تطوراً حديثاً ناجماً عن الجدل الدائر حول ما يمكن عمله بشأن العراق، بل حقيقة وهاكم ما تقوله الغارديان اللندنية: باتت أمريكا، تلك الدولة التي لا يمكن الاستغناء عنها، توشك أن تشبه الدولة المارقة المطلقة. فبدلاً من قيادة أسرة الأمم والدول، تبدو أمريكا بوش مياله أكثر فأكثر إلى مجابهة هذه الأسرة. فبدلاً من مدينة مشعة على تلة .. ثمة جلجلة قومية: نحن نفعل ما نريد .. وإذا لم يرق لكم ذلك، فلكم إن تنطحوا الجدار (١). وهكذا لم تكن صورة الأمريكي في التاريخ بمثل بشاعة الصورة التي صنعتها إدارة الرئيس بوش، وفي ذلك ظلم لقطاع مهم من الشعب الأمريكي الذي عبر عن حقيقة مشاعره وقناعاته من خلال المسيرات ضد الحرب، ومن خلال بيانات المجالس الكنسية الأمريكية التي اعتبرت الحرب خروجاً على تعاليم المسيح وانتهاكا لقيمها (٢).

وهنا يرى (ميلان رأى) أن هناك عشرة أسباب لرفض الحرب الأمريكية، فالعراق لم يطور أو يمتلك أسلحة دمار شامل بحسب المعلومات، وعمليات التفتيش والمراقبة التي أجريت، ولا يوجد رابط بين العراق وهجمات ١١ سبتمبر، وهذه الحرب ليست من أجل الديمقراطية، بل ولا تستهدف تغيير سوى شخص الرئيس العراقي صدام حسين، ويمكن أن تؤدي إلى كارثة إنسانية وتدمر كردستان العراق، وهي حرب غير مشروعة ولا تغطيها الأمم المتحدة، وستعرض جيران العراق للخطر وهم يعارضونها. كما يعارض الحرب معظم القادة العسكريين في الولايات المتحدة، ويعارضها أغلب الناس في بريطانيا، ومن شأنها أن تسبب ركوداً عالمياً (٣). أما (دبليب هيرو) فيقول: لقد نجح (جورج بوش الابن) عن طريق شن هجوم وقائي ضد العراق، في استفزاز صدام حضارات بين الإسلام والغرب, وهو الأمر الذي فشل فيه أسامة


(١) الدولة المارقة - الدفع الأحادي في السياسة الخارجية الأمريكية - كلايد برستوفتز - تعريب فاضل جتكر -ص١٠
(٢) الدين في القرار الأمريكي ـ محمد السماك - ص٩٢
(٣) خطة غزو العراق تأليف: ميلان راي ترجمة: حسن الحسنـ عرض/ إبراهيم غرايبةـ الجزيرة نت

<<  <  ج: ص:  >  >>