للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كتب سيمون وولف مذكرات مهمة أثناء وجوده في مصر، ترجمت إلى العربية في الستينيات تحت عنوان (مصر وكيف غدر بها)، وفي هذه المذكرات نلاحظ أن التاجر اليهودي وولف، يفحص بضاعته (مصر) جيداً، ممنياً النفس بأن الثمرة أوشكت على النضج والسقوط في يده. ولنلاحظ أنه عمل في مصر في أحرج سنوات حياتها، تلك التي سبقت ـ مباشرة ـ سقوطها في قبضة الاحتلال البريطاني ١٨٨٢م.

ولم يختم جارفيلد حياته قبل أن يبعث رسالة إلى حكومة القيصر الروسي بشأن أوضاع اليهود، لكن القيصر لم يعرالرسالة التفاتاً، ويبدو أن الصد المتكرر الذي واجه به قيصر روسيا محاولات التدخل الأمريكية، نبه الرئيس الحادي والعشرين " (تشستر آلان آرثر) (١٨٨١ـ١٨٨٥م) إلى وجود صعوبات تحول دون التدخل لصالح اليهود أحياناً، ولهذا فقد حاول حل هذه المشكلة بتعيين، أدولفوس سولومونز ـ رئيس البناي بريث ـ ممثلا للولايات المتحدة الأمريكية في هيئة الصليب الأحمر الدولية، التي كانت أمريكا قد انضمت إلى معاهدة جنيف الخاصة بها تواً، وهكذا أصبح بمقدور (بناي بريث) أن تتدخل في شؤون روسيا وغيرها تحت ستار المساعدات الإنسانية عبر هيئة الصليب الأحمر (١).

[المشيخية في البيت الأبيض]

بعد جارفيلد تولى الرئاسة الأمريكية الرئيس كليفلاند لمرتين منفصلتين، حيث كان كليفلاند مسيحياً بروتستانتياً مشيخياً، أي من إتباع الكنيسة المشيخية التي تعتبر أهم الكنائس المسيحية الصهيونية التي دفعت بأبنائها إلى البيت الأبيض. "والكنيسة المشيخية تستمد تعاليمها من أفكار، جون كالفن (١٠٥٩ـ١٥٦٤م) وهو لاهوتي فرنسي بروتستانتي من رجالات الإصلاح الكنسي تحول عن الكاثوليكية علم ١٥٢٣م، وصار من قادة البروتستانت المشهورين، حيث نشأ عن مبادئه مذهب مهم من المسيحية هو (المذهب الكالفيني) وهو نظام متبع في الكنائس


(١) المسيحية والتوراة - شفيق مقار ص٢٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>