هدف تأسيس نظام عالمي جديد، حيث ثم تفكيك الاتحاد السوفيتي من ناحية، وتدمير اكبر قوه عربية تهدد إسرائيل، وهى العراق، من ناحية أخرى، ولتبدأ بعدها مباشرة خطة القضاء على الإسلام ومحاربته في كل مكان كما نعيشها الآن.
حيث توجه مركز الثقل في الحرب الأمريكية صوب الإسلام والمسلمين، وبتحريض مسعور من دعاة صراع الحضارات وبارونان الشركات متعددة الجنسيات، ورموز اليمين المسيحي المتطرف، الذين زاد هوسهم الديني واعتقادهم بكثير من الخرافات التوراتية، التي عرضنا لها سابقاً. "وشكل هؤلاء تحالفاً مع المتعصبين اليهود المتطرفين، ليكونوا حركة متعصبة مسيحية يهودية، اتخذت مواقف ضد الإسلام غاية في التطرف. وأصبحوا قوة هائلة في الحزب الجمهوري وصياغة سياساته، حتى أن (هيرب زوايبون)، رئيس منظمة (أميركيون لإسرائيل آمنة)، حذر (بوش) في البيت الأبيض أنه في حال تبديل ١٠ بالمئة فقط من الـ ٧٠ مليون مسيحي صهيوني لمواقفهم، فإنهم سيقلبون موازين الأمور ويدمرون رئاسة (بوش) ما لم يساند (شارون) في حربه الضروس ضد الفلسطينيين"(١).
[عصر التنوير الجديد]
في الفتره مابين ظهور حركة الإصلاح الديني وحتى الآن، شهد العالم حروب كثيره، لعبت فيها الدول البروتستانتية الانجلوسكسونية الدور الرئيس، حيث سيطر الغرب خلال هذه الفترة علي مقدرات العالم، وشكلت الدول القومية نظاماً عالمياً متعدد الأقطاب ضمن الحضارة الغربية، حيث قامت تلك الدول بالتنافس والتفاعل، وشن الحروب بين بعضها البعض. وقد توسعت هذه الدول القومية الغربية، وقامت باستعمار حضارات أخري والتأثير فيها. وأهم ما تحقق خلال هذه الفترة هو القضاء على نفوذ الدول الكاثوليكية والأرثوذكسية، وسيادة البروتستانت ممثلين بالانجلوسكسون في بريطانيا وأمريكا على العالم. "وعندما صارت الولايات المتحدة لاعباً كونياً للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت بإزاحة أصدقائها
(١) إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربيـ ٣/ ٢/٢٠٠٣