للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روبرتسون. إلا أن (فالول) لم يتقبل الأمر مستسلماً، بل تمسك بأن (روش) هي روسيا، وبأن توجرمه هم القوزاق لا الأرمن، ودلل على ذلك بتركيز شديد (١). ولكن هذا الخلاف بين روبرتسون وفالويل حول الحبشة وجنوب أفريقيا، حسم أخيراً بعد أن حل السودان مكان الحبشة فيما يسميه اليمين المسيحي المتطرف في أمريكيا بجيش أبناء الظلام، وبالذات بعد وصول الاتجاه الإسلامي إلى الحكم، وكلنا لاحظ الهجمة الأمريكية الشرسة على السودان وضربه بالصواريخ، بالإضافة إلى دعم الحركة الانفصالية في الجنوب، بكافة السبل. وقد علق احد الكتاب السودانيين على ما يحصل في جنوب السودان بقوله: "لقد تبنت إدارة جورج بوش الابن أجندة اليمين المسيحي الأمريكي، في مواصلة دعم حركة قرنق وقواتها عسكرياً ومادياً ودبلوماسيًا عن طريق منظمات مسيحية غربية، تصنّف نفسها تحت اسم (منظمات غير حكومية) وذلك لضمان استمرار الحرب بين الخير والشر. وفي هذا السياق يجتذب الانتباه بصفة خاصة أن اليمين المسيحي يولي اهتماماً أكبر لسلاح الدعاية. ففي غضون الشهور الأخيرة اندلعت على نحو فجائي حملة إعلامية في الوسائل الأمريكية وغير الأمريكية، قوامها تحقيقات صحفية وأفلام تسجيلية ومقابلات تلفزيونية وتسريبات إخبارية، كلها تتعلق بجنوب السودان وجون قرنق.

وهي حملة صليبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تبث رسالة إعلامية تصوّر جنوب السودان، وكأنه تيمور الشرقية، وجون قرنق وكأنه مسيح جديد (٢).

[حرب يأجوج ومأجوج]

تقول عقيدة هرمجيدون أن هناك معارك ستقع للتمهيد للموقعة الكبرى ومنها حروب يأجوج ومأجوج، وترى أن يأجوج المذكور في حزقيال هو روسيا، وأن حزقيال قد أخبرنا عن مصير الوثنيين في الأيام الأخيرة وهم جيران الكيان الصهيوني وآخرين بعيدين عنها، "نعم لم تكن هناك روسيا أيام حزقيال، ولكن الله يعرف أنها


(١) لو قارنا أسماء الدول التي وردت في الفقرة السابقة بالهجمة الشرسة التي تشنها أمريكا على الدول العربية والإسلامية فإننا سنلاحظ تشابه كامل بين ما ورد في النصوص التوراتية وبين ما تقوم به الإدارة لأمريكية على ارض الواقع، بحيث يمكن القول أن التوراة أصبحت المرجع الرئيس لرسم سياسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
(٢) جريدة البيان الإماراتية ٣٠ـ٤ـ٢٠٠٢م

<<  <  ج: ص:  >  >>