الكونترا في نيكاراجوا، وتقديم السلاح لفصائل المجاهدين في أفغانستان، ومحاولات الاغتيال لكثير من رؤساء الدول وزعمائها، والخطط التي أعلن عنها بوش بشأن العراق، وضم حركات المقاومة على قائمة الإرهاب، كلها تؤكد الإستراتيجية والذهنية الفكرية، التي يعمل من خلالها أعضاء هذه المنظمة أثناء وجودهم في موقع القرار السياسي في الإدارة الأمريكية. وتاريخ تلك المنظمة وأهدافها، قد يساعدنا على فهم واستقراء مفهوم النظام العالمي الجديد، الذي تروج له الولايات المتحدة، وتخوض الحروب، والاعتداءات ضد الشعوب الأخرى من اجل فرض المفاهيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لهذا المفهوم في ظل مسوغات وإرهاصات العولمة.
وتؤمن هذه المنظمة ونتيجة للعلاقة التاريخية بين اليهودية السياسية والماسونية، بإقامة علاقة فريدة وقوية مع إسرائيل، وهو ما يوضح لماذا أصبح بوش صهيونياً أكثر من شارون نفسه في الدفاع عن مصالح إسرائيل، ومعاداة العرب والمسلمين، والتنكر لحقوقهم التي أقرتها القرارات الدولية؟. فالرئيس بوش وأعضاء إدارته السابقة والحالية يعتنقون مبادئ اليمين المسيحي والصهيوني المتطرفة، بل أن بين أعضائها ما يزيد على عشرين عضوا يحملون الجنسية الإسرائيلية (١). ولهذا فإن طبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة في ظل إدارة بوش لا يمكن أن تفهم دون فهم تأثير مثل هذه المنظمات السرية المتطرفة، والتي ولدت في أحضان اليمين المسيحي المتطرف، الذي يغذيها بكافه أصناف الحقد والكراهية، وإباحة القتل والإبادة، والتي تجلت في حملة بوش الصليبية على العالم الإسلامي، التي بدأها في أفغانستان بدعوى محاربة الإرهاب .. ولن تنتهي في العراق .. فالقائمة طويلة.
[الإعداد لترشيح بوش للانتخابات]
نصت أهداف المنظمة على إقامة نظام عالمي جديد، تسيطر عليه حكومة الولايات المتحدة، حيث يؤمن أعضاء هذه المنظمة، أنه من خلال وجود حكومة قوية، وقوة عسكرية ضخمة في الولايات المتحدة، يمكن السيطرة على شؤون العالم
(١) الصهيونية المسيحية مسخرة لخدمة إسرائيل - سمير مرقص ـ جريدة الخليج ١٥/ ٢/٢ .. ٣م عدد٨٦٧٢