الأرض التي ناصبت اليهود العداء. ولهذا لن نستغرب من حجم الحقد والكراهية التي دونها أنبياء اليهود وأحبارهم في أسفار التوراة على بابل، وتوعدوها بالخراب والدمار، بل والإزالة من الوجود، بحيث أصبحت بابل رمزاً لكل رذيلة.
[نبوءة عن دمار بابل ١٣]
رؤيا إشعيا بن آمواص بشأن بابل:"انصبوا راية فوق جبل أجرد. اصرخوا فيهم لوحوا بأيديكم حتى يدخلوا أبواب العظماء. إني أمرت مقدسي واستدعيت جبابرتي المفتخرين بعظمتي لينفذوا عقاب غضبى. ها جبلة على الجبال مثل صوت أقوام غفيرة. صوت صخب ممالك مجتمعة، لأن الرب القدير يستعرض جنود القتال. يقبلون من أرض نائية، من أقصى السماوات هم جنود الرب وأسلحة سخطه لتدمير الأرض كلها. ولولوا، فإن يوم الرب بات وشيكاً قادماً من عند الرب محملاً بالدمار. لذلك ترتخي كل يد، ويذوب قلب كل إنسان. ينتابهم الفزع، وتأخذهم أوجاع ومخاض، يتلوون كوالدة تقاسى من آلام المخاض. ويحملق بعضهم ببعض مبهوتين بوجوه ملتهبة". (اشعياء ١٣، ١ـ٧)
[يوم الرب المقبل ٩]
"ها هو يوم الرب آت مفعماً بالقسوة والسخط والغضب العنيف، ليجعل الأرض خراباً ويبيد منها الخطاة ... وتولى جيوش بابل الأدبار حتى ينهكها التعب، عائدين إلى أرضهم كأنهم غزال مطارد أو غنم لا راعى لها. كل من يؤسر يطعن، ومن يقبض عليه يصرع بالسيف، ويمزق أطفالهمعلى مرأى منهم (١)، وتنهب بيوتهم، وتغتصب نساؤهم"(اشعياء ١٣، ٩ـ١٦).
(١) أن ما حدث ويحدث لأطفال العراق الآن ليس ببعيد عن هذا الحقد الوارد في التوراة الحاقدة والتي يؤمن المسيحيون الأصوليون بحرفيتها، بل يعتبرون ما يحدث وكأنه تصديقاً لما جاء بالتوراة، بل أنهم على استعداد لتهيئة الظروف لجعل النبوءة تتطابق مع الواقع.