للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[انقلاب عسكري]

يرى (تيرى ميسان) مؤلف (التضليل الشيطاني) أن هناك قوة أمريكية خفية، أو جهة متعصبة داخل الولايات المتحدة شبهها، وكأنها حكومة داخل الحكومة، أرادت الإمساك كلياً بزمام السياسة الأمريكية بقوة عبر أي وسيلة وتوجيهها نحو منحى آخر، يعزز القبضة العسكرية النووية الأمريكية على العالم ويعطى الأولوية لممارسة القوة على ما سواها في التعامل مع الأحداث، وهذا ما حصل. وللتدليل على واقعية رأيه في هذا الانقلاب، ولماذا حصل لفت الانتباه إلى الخلاف الذي وقع بين الإدارة الأمريكية والجيش أبان ولاية كلينتون؟ على خلفية قيام الرئيس الأمريكي وقتها بإعطاء الأولوية للجانب الاقتصادي في سياسته، على حساب الجانب العسكري، الأمر الذي دفع العسكريين بشكل عام إلى التذمر من هذا التوجه، الذي اعتبروه ماساً بهيبة القوة الأعظم، وأعطى مثلاً على ذلك من بعض ما حصل داخل مركز التجارة الدولية ذاته، فقال: "إن إحدى المؤسسات التي قضى عليها الهجوم، كانت مركزاً للتجسس الاقتصادي بعد أن كانت في السابق مؤسسة عسكرية تابعة للجيش الأمريكي، إلا أن تغيّر الأولويات في نهج كلينتون قد شملها بالتغيير" (١).

وهناك رأي أخر، يذهب إلى أن ما حدث أكبر من ذلك بكثير، فهو أقرب إلى الانقلاب العسكري في السلطة الأمريكية بعد وجود خلافات شديدة، بين أجنحة السلطة الأمريكية إثر خلافات عديدة، بين التيار الأصولي المسيحي، الذي يؤمن بعودة المسيح في نهاية العالم بعد المعركة الفاصلة بين الخير والشر والقضاء علي الأشرار (العرب والمسلمين) في موقعة (هرمجيدون)، خاصة أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها، وأصبح الاستعداد للقضاء علي الفلسطينيين مسألة وقت فقط، والتيار الآخر الذي يسعى إلى سيطرة أمريكا علي العالم بصورة متدرجة، وصراع بين الأجهزة الأمنية المتعارضة مثل CIA والمباحث الفيدرالية FBI، وكالة الأمن القومي NSA، والبحرية الأمريكية والقوات الجوية، والبنتاجون.

فقد تزايدت الخلافات بين التيارين إلى الدرجة التي تسعي فيها بعض الأجنحة إلى تحدى السلطة الأمريكية الحالية، لتثبت لها أنها تملك السلطة الحقيقية في


(١) التضليل الشيطاني - تيرى ميسان - ص٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>