للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصوت الانتخابي اليهودي]

بالمثل فإن تضخيم دور الصوت الانتخابي اليهودي في الانتخابات الأمريكية أمر مبالغ فيه ويناقض الواقع " نعم إن الجالية اليهودية نشطه ولها تأثير، ولكن القول بأنها تحكم أمريكيا ليس صحيحاً. فلم يحدث أبداً أن كان الرئيس أو نائب الرئيس يهودياً ونسبة اليهود في الكونغرس لا تزيد إلا قليلاً عن نسبة اليهود في أمريكيا أي ٢ـ٣% " (١) حيث يبلغ تعدادهم حوالي ٦ ملايين نسمه تقريباً، أي أن أصواتهم الانتخابية لا تتعدى ٢ـ٣ % من نسبة الأصوات الانتخابية في أمريكيا، وهذه النسبة ليست بالنسبة الكبيرة والتي تمكن اليهود من التأثير على سير الانتخابات. ولو كان لهذه النسبة أي تأثير لكان للمسلمين والعرب في أمريكيا أثر في تشكيل السياسة الأمريكية، لأن تعدادهم يزيد عن تعداد اليهود هناك، حيث يبلغ ١٠ مليون عربي ومسلم.

كما أن الصوت اليهودي ليس موحدا بالطريقة التي يتخيلها البعض، بل فيه تعدد وتباين واختلاف. كما أن التحيز لإسرائيل أعمق وأرسخ في بعض الولايات الأميركية التي لا تكاد توجد بها جالية يهودية أصلاً. وقد افتخرت صحيفة (جيروسالم بوست) الإسرائيلية مؤخرا بأن "ولاية "مينوساتا" الأميركية يمثلها يهودي دائماً في مجلس الشيوخ منذ عام ١٩٧٨م رغم أن عدد اليهود بها لا يتجاوز ١%. وبأن المرشحين لهذا المنصب في الولاية يهوديان هما (نورم كولمان) و (ويلستون) الذي قتل في تحطم طائرة أثناء حملته الانتخابية" (٢).

ويكفي أن نعرف أن نسبة اليهود في أميركا أقل من ٣%، وأن نسبتهم في مجلس الشيوخ ١٠% لندرك أن الصوت اليهودي ليس أهم عامل هنا، حيث أن السود يشكلون نسبة كبيرة من السكان، بالإضافة إلى أقليات أخرى، وبالرغم من ذلك لم نسمع عن أي أثر لأصواتهم الانتخابية ولم نسمع عن إي رئيس أمريكي سعى


(١) الولايات المتحدة وإسرائيل ـ برنارد ريتش ـ ترجمة مصطفى كمال ـ ص ١٦٦
(٢) جيروسالم بوست ٢٧/ ١٠/٢٠٠٢م.

<<  <  ج: ص:  >  >>