اهتزازات المبني. أما العقل المدبر في مقر الوكالة في (لانجلي) فهو عبارة عن مزرعة ديسكات كمبيوتر في غرفة، تماثل مساحتها مساحة ملعب كرة قدم، إضافة إلي سبع صوامع عملاقة تحتوي كل منها علي (٦) آلاف شريط كمبيوتر مغناطيسي، تقوم الروبوتات بتحميلها. وتتم تغذية عشرات الآلاف من صور الأقمار الصناعية في كمبيوترات فائقة السرعة، التي تعيد عرض رسوم كرتونية للشوارع والأسواق والبنايات أو أي شيء آخر تري الوكالة أو أي من عملياتها ضرورة لمراقبته.
وتستطيع وكالات الاستخبارات اقتحام أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ونسخ المعلومات الموجودة عليها، دون الحاجة إلي اقتحامها فعليا في مواقعها. وباستخدام شعاع صغير غير مرئي يرسل من محوّل علي بعد مئات الأمتار من النافذة، يتم تضخيم اهتزازات النوافذ، وبالتالي تسجيل المحادثات التي تجري داخل الغرف. وهذا جزء لا يذكر إذا ما قورن بالمعجزات التقنية، التي لا يتم نشرها علي الملأ. ومع ذلك فقد أعلنت الولايات المتحدة مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، أن رجلاً يعيش في كهف علي مبعدة عنهم تقدر بنصف محيط الكرة الأرضية هو المسئول عن هذه الهجمات، وأن هذا الرجل الخارق قد تفوَّق علي جيوش وكالات الاستخبارات المذكورة في مهاراته وذكائه. وهذا الرجل هو أسامة بن لادن، ووفقاً للرواية الأمريكية الرسمية، فإن أسامة بن لادن من كهفه، قد تفوق علي القوة العظمي الوحيدة في العالم. وقد طالب هذا العالم أمريكا بتقديم الدليل، ولكن شيئاً لم يُقدَّم (١).
[أحداث ١١ سبتمبر]
من المعلوم أن الولايات المتحدة اتهمت أسامة بن لادن وما أسمته هي تنظيم القاعدة ـ إن كان ثمة شيء اسمه تنظيم القاعدة ـ بالمسؤولية عن أحداث ١١ سبتمبر بعد ساعات من وقوع الحادث دون دليل واضح ومقنع، بل إن اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادث خلصت إلى نتائج متهاونة على حد وصف مسئول مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض (ريتشارد كلارك)، الذي قال في مقال نشرته
(١) إمبراطورية الشر الجديدة -عبد الحي زلوم- القدس العربي ٢٧/ ١ - ٣/ ٢/٢٠٠٣م