الخلفية الدينية للهجمة الأمريكية البريطانية على العراق
يحتل العراق مكاناً رئيسياً في فكر الحركة الأصولية المسيحية المعاصرة، بسبب ارتباطه كأرض وشعب وحضارة، بأهم حادثه تعرض لها اليهود في تاريخهم وهى السبي البابلي، مما جعله يرتبط مباشرة بكثير من العقائد المسيحية المستمدة من التوارة وسفر الرؤيا بالذات، والتي سطرها أنبياء اليهود خلال السبي البابلي وبعده، كفكرة المسيح المنتظر، وقيام معركة (هرمجيدون) بين قوى الخير والشر، وغيرها من الأفكار، التي انتقلت إلى المسيحية مع ما يسمى بحركة الإصلاح الديني البروتستانتي. فكما كان للبعد الديني أثر رئيس في صياغة السياسة الأمريكية البريطانية المتحيزة لإسرائيل، فإن هذا البعد كان له نفس الدور في صياغة هذه السياسة تجاه العراق والمنطقة، حيث لعب التيار الديني المسيحي البروتستانتي دوراً رئيساً في صياغة هذه السياسة، انطلاقاً من إيمان إتباع هذا التيار، بحرفية النصوص التوراتية وبنبوءاتها المزيفة التي يعملون على تطبيقها حرفياً على ارض الواقع اعتقاداً منهم بأنهم ينفذون أمرا ألهيا، للتعجيل بالعودة الثانية للمسيح.
فمن خلال عرضنا السابق اتضح لنا، أن الحرب الأمريكية على العراق لم تكن لتحرير الكويت، بل أنها كانت حرب مبرمجه ومخطط لها مسبقاً من اجل حماية مشروعها الصليبي في المنطقة (إسرائيل)، ولهذا فإن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق الشقيق منذ عام ١٩٩٠ وحتى الآن، والتي لم تنتهي باحتلاله من قبل أمريكا، لا يمكن تفسيرها على أساس أنها تطبيق لقرارات الشرعية الدولية، بل يمكن فهمها فقط على أساس أنها تطبيق حرفي للنصوص التوراتية ونبوءات وردت في العهد القديم توعدت مضطهدي إسرائيل بالدمار والخراب. فبابل العراق هي التى سبت اليهود ودمرت الهيكل، وآشور من قبله قامت بنفس الشئي. ولذلك يرى