للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستبدادية بضرورة عمل أحادي أمريكي كلما اقتضى الأمر ذلك، وألاّ ترتبط أمريكا بالقيود التي تضعها الأمم المتحدة (١).

[اللجنة الثلاثية واستراتيجيتها للقرن الحادي والعشرين]

دفعت اللجنة الثلاثية بكثير من أعضائها ليصبحوا رؤساء أمريكيين. فمنذ إنشائها عام ١٩٧٣م، كان كل من الرؤساء (كارتر)، (بوش)، و (كلينتون) من أتباع اللجنة الثلاثية. وأثناء اجتماع لهذه اللجنة الثلاثية في ١٩/ ٣/١٩٩٩م في واشنطن دي. سي، قدم (روبرت زوليك)، وهو متحمس آخر للصهيونية، تقريراً بعنوان استراتيجيات اللجنة الثلاثية للقرن الحادي والعشرين: في السلم أو الحرب، دعا فيه إلي التهيؤ لمواجهة نزاع عسكري مع الصين. وهذا يجب أن يفسر السبب في نشر القواعد العسكرية والقوات في الدول المجاورة للصين في آسيا الوسطي وأفغانستان، بعد أحداث ١١ أيلول (سبتمبر)، كجزء من الخطة الرئيسية للنظام العالمي الجديد والتي حبكت خيوطها قبل أحداث ١١ أيلول (سبتمبر). وعقد الحزب الجمهوري مؤتمره للبرنامج السياسي كما سيكون في عهد الرئيس بوش الصغير في فيلادلفيا في٣/ ٨/٢٠٠٠م، حيث احتضن سياسات النظام العالمي الجديد، وهي ذات السياسات التي عبرت عنها اللجنة الثلاثية، حيث وقد أصبح مبدأ صراع الحضارات هو المعتقد الرسمي لهم.

وسوف يلاحظ من الاقتباسات التي سنوردها علي لسان مهندسي هذا النظام العالمي الجديد، أن هناك إجماعاً علي مبدأ ينص علي عدم السماح لأية حضارة أو مجموعة من الحضارات الكبيرة، والدول التي تمثلها أن تصل إلي حالة الدولة العظمي. لقد تمكن الاعتداء الأمريكي علي أفغانستان وآسيا الوسطي من دقّ إسفين فرقة بين القوي غير الغربية الأخرى، مثل: الصين، روسيا، الهند واليابان، بحيث لا يكتب لها أن تتواصل فيما بينها أبداً. وقد تحققت هذه الرغبة الأمريكية بسرعة البرق في خلال بضعة أشهر بعد هجمات ١١ أيلول (سبتمبر)، وهذا سبب آخر يدعونا


(١) إمبراطورية الفوضى: الجمهوريات في مواجهة السيطرة الأمريكية فيما بعد الحرب الباردة -ألان جوكس

<<  <  ج: ص:  >  >>