في روايته (في انتظار البراربرة) يتحدث الروائي الجنوب أفريقي (ج. م. كوتزي)(١) عن إمبراطورية لعلها جنوب أفريقيا، وتنطبق في أوصافها وظروفها ـ أيضاً ـ على الولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من الدول التي يقسم سكانها بين مستوطنين (متحضرين) يملكون الحكم والسيطرة والسلاح والموارد والاستعلاء، وبين فئات من السكان الأصليين من البدو والفلاحين الفقراء البسطاء، الذين يعملون في الرعي والصيد والفلاحة. وتقوم في واحة على الحدود الممتدة أكثر من ألف ميل مدينة للمستوطنين هي آخر نقطة للدولة أو ما يسميها أهلها الحضارة لتبدأ بعدها صحارى وجبال يعيش فيها (البرابرة)، وهم السكان الأصليون من الصيادين، وبعض البدو الرعاة الذين يختلفون عن الصيادين والبرابرة، ولكنهم أيضا فئة ليست مرغوبة لدى الدولة (الحضارة). ويعيش أهل المدينة حياة هادئة وسعيدة، ويتبادلون مع السكان الأصليين المنتوجات والخدمات، فهم يبيعون في المدينة الجلود والفراء والثمار والحيوانات التي يصيدونها أو يربونها، ويشترون الملابس والأغذية والسكر والشاي وسائر احتياجاتهم في الريف والبادية والجبال.
ومن يسمون البرابرة هم في الحقيقة قوم هادئون ومسالمون، بل ويتعرضون غالباً للنصب والاحتيال من بعض أهل المدينة، التي يمرون بها في المواسم فقط، ثم يقضوا بقية السنة بين البادية والجبال والسهول وضفاف الأنهار والبحيرات، متتبعين مواسم الرعي والصيد والطقس البارد والحار.
(١) مؤلف الرواية ج. م. كوتزي من جنوب أفريقيا، حائز على جائزة نوبل للآداب، ويعمل مدرسا لعلوم اللغة والأدب في جامعة كيب تاون، وقد حاز على جائزة بوكرز مرتين، بالإضافة إلى جوائز رابطة كتاب الكومنولث للأدب المكتوب بالإنجليزية و CAN والجائزة الأدبية الأولى في جنوب أفريقيا.