للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرون ويسقطون، فينكسرون ويعلقون فيلقطون عصر الشهادة. واختم الشريعة بتلاميذي" (١).

[النسر النبيل]

كلنا يعلم ما سقط من لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش عشية غزو أفغانستان حين اعتبر الغزو حرب صليبية جديدة، بل سمى إحدى حملاته العسكرية تلك بعملية (النسر النبيل) أو العظيم مستوحياً تلك التسمية من الكتاب المقدس، حيث يقول يوحنا اللاهوتي: "ولما رأى التنين انه طرح إلى الارض اضطهد المرأة التي ولدت الابن الذكر. فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية إلى موضعها حيث تعال زماناً وزمانين ونصف زمان من وجه الحية. فالقت الحية من فمها وراء المرأة ماء كنهر لتجعلها تحمل بالنهر. فاعانت الارض المرأة وفتحت الارض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه. فغضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح (٢) ".

فحملة الثأر لضحايا يوم الرعب الأمريكي في نيويورك وواشنطن تأتي تحت عنوان (النسر النبيل) و (العدالة المطلقة). ولكي يتطابق العنوان الموضوع مع الفعل المأمول لا بد ان تتسيد الحكمة منطق المعالجة لكي تبقي العدالة قائمة بعيدا عن الارهاب. فان لم يكن الامر كذلك لن يتم القضاء علي الارهاب بسلاح الاهداف السياسية. وعندها قد تنتهي عدالة القوة المحمولة علي اجنحة النسر النبيل أو العظيم كما تنبأ بها يوحنا اللاهوتي الي القضاء علي نمط محدد من الارهاب، الا انها لن تجتث جذوره. وعندها سنكون بانتظار انماط جديدة ووسائل مبتكرة توقظ الارهاب من مضاجعه.


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة - أحمد حجازي السقا ص١٦٦
(٢) نبوءة يوحنا اللاهوتي الاصحاح ١٢ - (١٣ - ١٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>