ظل فرض حظر على تزويد الدول العربية بالأسلحة. وحتى في اللحظة التي استطاعت إحدى الدول العربية، وهى مصر، الحصول على أسلحة من الخارج في عام ١٩٥٥م، قامت إسرائيل في عام ١٩٥٦م بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا، بشن العدوان الثلاثي على مصر، لتدمير القوة العربية الجديدة، من أجل الإبقاء على التفوق العسكري الإسرائيلي والحصول على مكاسب جديدة.
[ايزنهاور]
مما تقدم يبدو واضحاً أن إسرائيل في هذه الفترة لم تكن بحاجة إلى الدعم الأمريكي الصارخ كما كان الحال في عهد ترومان، ولذلك كان المجال مفتوحاً أمام أيزنهاور لتقليل حجم الدعم الأمريكي العلني لإسرائيل، لامتصاص ردة الفعل العربية الساخطة على التحيز والتآمر الأمريكي التام على العرب أيام ترومان. كما أن الظروف الدولية والإقليمية، ساعدت على تحجيم هذا الدعم. فقد كان تركيز أيزنهاور في هذه الفترة ينصب على احتواء المد السوفيتي في العالم، والحيلولة دون انتشاره في العالم العربي. كما أن ظروف المنطقة العربية ومد القومية العربية الجارف ساهم في تحجيم هذا الدعم إلى أدنى مستوياته. لهذا كان الموقف الأمريكي تجاه العرب يبدو وكأنه معتدل نسبياً، حيث ركزت السياسة الأمريكية في هذه الفترة على تخويف الدول العربية من الخطر السوفيتي، لحثها على الدخول في تحالفات إقليمية لمواجهة الخطر السوفيتي المزعوم، أو لعقد معاهدات سلام مع إسرائيل.
وبالرغم من هذا الاعتدال الظاهري للسياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية، إلا أنه لا يجب إغفال حقيقة الالتزام الأمريكي الديني تجاه إسرائيل في هذه الفترة. فعندما انتخب (دوايت أيزنهاور) رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في شهر نوفمبر سمة ١٩٥٢م ودخل البيت الأبيض أواخر يناير ١٩٥٣م اختار معه رجلين لأعلى المناصب في إدارته وتصادف أنهما شقيقان لأب قضى عمره وعمله قسيسا داعيا إلى ملكوت السماء.
الشقيق الأول (جون فوستر دالاس) في موقع وزير الخارجية، "وكان المبشر الأعلى صوتا، بأن الدين هو السلاح الأكثر فاعلية ونفاذاً في العالم الثالث، لأنه