من الأهمية:"لطالما تساءلت أنا شخصياً، في ما إذا كانت أمريكا مصدر ألم العالم. وفي ما إذا كان واقع الحال، يطابق الصورة التي ترسم لها من هذه الضفة الثانية من الاطلسي: مغرورة، عنيفة، عديمة المساواة، مبتذلة، أمريكا امبريالية. ان أمريكا مثلما تسحر، هي موضوع كل حوار، وهدف كل نقد، لقد تم الحكم عليها بوصفها المسؤولة عن كل صداع الأرض. بل انها تحولت في السنوات الأخيرة إلى مادة للتندر، وصارت عبارة: على الطريقة الأمريكية، مثار شتيمة. (تحرير على الطريقة الأمريكية) و (نظام صحي على الطريقة الأمريكية) و (طائفية على الطريقة الأمريكية) ".
[تجربة شخصية]
تقول الكاتبة: أمريكا جزء من تاريخي وعائلتي وثقافتي. امضيت طفولتي في فرنسا في وسط فرنسي امريكي، وجزءاً من حياتي بعد ذلك في الضفة الأخرى من الاطلسي. تابعت دراساتي وعملت وربيت بناتي الثلاث في الولايات المتحدة، لقد كنت أراهن وهن يكبرن هناك، وفي كل صباح يقفن في ساحة المدرسة لتحية العلم الأمريكي، وهن ينشدن، والأيادي على القلوب، النشيد الوطني الأمريكي في المناسبات. شقيقتي عاشت هي الأخرى هناك واختطفها الموت قبل الأوان. حماتي لاتزال تعيش هناك في وسط امريكي محض. داخل هذه القبيلة الغريبة، الانجليزية هي لغة البيت: الضحك والمشاحنات والمسامرات. لقد عدت للاستقرار في فرنسا منذ حوالي عشر سنوات، لكن ما ازال موزعة بين البلدين. أمريكا الخاصة بي، كما يقول المغني الراحل (جاك بريل): "ليست حلما ولا وسواسا. انها ببساطة، حياتي وعملي". في كل يوم من اجل ناشري ومستمعي ومشاهدي على التلفزيونات، وجمهوري في الندوات، احاول ان اقيم مسافة: اشرح أمريكا للفرنسيين، وفرنسا للامريكيين. اشعر بالاغتناء من هاتين النظرتين للعالم، وأنا كالجسر بين هاتين الحقيقتين. وتضيف: ابحر دائماً بين هذين القطبين والقارتين، وحين هبت ريح مجنونة بينها خلال عدة اشهر، في فرنسا رأيت هوة تحفر، سوء تفاهم يقوم ... فجأة تحولت أمريكا إلى طفلة