للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ستار للتبشير التجاري والسياسي وأساس متين للاستعمار، ولنذكر أن أكثر الفتنة الداخلية في الشرق من دينية وسياسية واجتماعية إنما قام به المبشرون الذين استأجرهم الاستعمار" (١).

[أندرو جاكسون .. وخرافة المعاد]

عبر (أندرو جاكسون) الرئيس الأمريكي السابع (١٨٢٩ـ١٨٣٧م) عن تعاطفه مع اليهود عندما كافأ مؤيده اليهودي موردخاي نوح ـ الذي ظهر على مسرح الأحداث في عهده مرة أخرى بتعيينه مشرفاً عاماً على ميناء نيويورك. كما عبر في أحاديثه الخاصة وخطبه عن إيمانه بضرورة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين متبنياً نفس الرؤية التي عبر عنها (حزقيا نايلز) رئيس تحرير مجلة (نايلز ويكلي ريجستر) في مجلته حيث قال: "إن النتائج التي تترتب على إعطاء اليهود ذلك الوطن فلسطين ستتجاوز كل ما يمكن أن يتصوره أي متكهن بالنتائج. فصحارى فلسطين المجدبة ستخضر وتورق وتزهر وتتفتح كالورود، وأورشليم التي باتت في الحضيض (بسبب وجودها في حوزة العرب المسلمين) سوف ترتفع ثانية وتضارع أكبر مدن العالم جمالاً وثراء وروعة" (٢). وهنا نلاحظ تطابق كامل بين نظرة المسيحيين البروتستانت على ضفتي الأطلسي تجاه فلسطين، من خلال الاعتقاد بأنها صحراء مجذبة وقاحلة.

[أول تدخل لنصرة اليهود خارج أمريكا]

شهد عهد الرئيس الأمريكي الثامن (مارتين فان بورين)، (١٨٣٧ـ١٨٤١م)، أول تدخل أمريكي فيما وراء البحار لنصرة الجنس اليهودي. ففي١٨٤٠ م تلقى وزير الخارجية الأمريكي (جون فور سايث) مكاتبة رسمية سرية وعاجلة من قنصل بلاده في بيروت، تضمنت المكاتبة قصة القبض على عدد من اليهود في دمشق، بسبب قيامهم بذبح أطفال ورجال دين مسيحيين لاستخدام دمهم في صنع فطير عيد الفصح اليهودي. وعلى الفور رد الرئيس بورين، ووزير خارجيته فورسايث على المكاتبة معترضين على التقارير الواردة عن أحداث مزعومة في دمشق .. والتي


(١) التبشير والاستعمار في البلاد الإسلامية - د. مصطفى خالدي، د. عمر فروخ ص ٣٤ - ط ٣ ١٩٦٤
(٢) المسيحية والتوراة - شفيق مقار ـ ١٨٤

<<  <  ج: ص:  >  >>