عين (ولفويتز) نائباً لوزير الدفاع في إدارة الرئيس بوش الابن، وعمل وكيلاً لوزارة الدفاع زمن الرئيس بوش الأول حين كان ديك تشيني يشغل منصب وزير الدفاع. وهو معروف جداً علي أنه أحد مهندسي النظام العالمي الجديد الرائدين، حيث صرح (ولفويتز) في الإرشاد الذي قدمه حول التخطيط الدفاعي، والذي يتعامل مع النظام العالمي الجديد: إن هدفنا الأول هو الحيلولة دون نشوء منافس جديد سواء في أراضي الاتحاد السوفييتي سابقاً، أو في أي مكان آخر يمثل تهديداً كذلك، الذي كان يمثله الاتحاد السوفييتي. علينا أن نبذل جهداً جباراً في السياق ذاته لنمنع أية قوة عدوانية من السيطرة علي هذه المنطقة، التي تكفي مصادرها، إذا ما تضامنت معا بشكل جيد، لتوليد قوة عظمي. وتشمل هذه المنطقة أوروبا الغربية، شرق آسيا، وأراضي الاتحاد السوفييتي سابقاً، وجنوب غرب آسيا. لذا فإن النظام العالمي الجديد يدعو إلي الحفاظ علي القوة الأمريكية أحادية الجانب. فالقوة الأمريكية أحادية الجانب هذه في شكل إمبراطورية أمريكية، تتطلب من الولايات المتحدة أن تظهر روح القيادة اللازمة لتأسيس وحماية نظام جديد يحمل في طياته الوعد بإقناع منافسينا المحتملين بأنه لا يتعين عليهم، ولا حاجة لهم، بأن يلعبوا دوراً أكبر من الذي يلعبونه الآن، أو أن يسعوا إلي معاداة الآخرين حتي لو كان ذلك في سبيل حماية حقوقهم ومصالحهم الشرعية (١).
[إستراتيجية إمبريالية كبرى]
في حين أن الولايات المتحدة ستسعى باستمرار للحصول على دعم المجتمع الدولي، فإننا لن نتردد في التحرك وحدنا، إذا ما اقتضت الضرورة، لممارسة حقنا في الدفاع عن النفس بالتصرف استباقياً. إن البشرية اليوم تمسك بيديها الفرصة لتحقيق انتصار أكبر للحرية على جميع هؤلاء الأعداء. وترحب الولايات المتحدة بمسؤوليتها للقيادة في هذه الإرسالية العظيمة (التي تؤكد على رسالتنا). ولكن
(١) إمبراطورية الشر الجديدة - عبد الحي زلوم -القدس العربي- ٢٨/ ٢/٢٠٠٣م