يقول أشيعياء:"ولولي يا سفن ترشيش، لأن صور قد هدمت، فلم يبقَ بيت ولا مرفأ. تماماً كما بلغكم النبأ وأنتم في أرض قبرص. ... وعندما يذيع النبأ في مصر، يتوجعون لأخبار صور. أعبروا إلى ترشيش، انتحبوا يا أهل الساحل، هذه مدينتكم المبتهجة التي نشأت منذ القدم، والتي تنقلها قدماها للتغرب في أرض بعيدة؟. من قضى بهذا على صور واهبة التيجان، التي تجارها أمراء ومكتسبوها شرفاء الأرض؟ إن الرب القدير هو الذي قضى بذلك، ليحط من كبرياء كل مجد، وليذل كل شرفاء الأرض. أمخرى عباب البحر يا ابنة ترشيش كما يخترق النيل أرض مصر، إذ زال مرفاك من الوجود. بسط الرب يده على البحر، وزعزع ممالك، أصدر أمره على كنعان كي تدمر حصونها، وقال: "لن تعودي تعربدين أيتها العذراء، التي فقدت شرفها، يا بنة صيدون هبي واعبري إلى قبرص، ولكنك لن تجدي هناك راحة".
"تأملي في أرض الكلدانيين وانظري إلى شعبها، فهم وليس الأشوريون الذين سيجعلون صوراً مرتعاً للوحوش، وسينصبون حولها أبراجهم، ويمسحون قصورها على وجه الأرض، ويحولونها إلى خراب. انتحبي يا سفن ترشيش، لأن حصونك قد تهدمت". "في ذلك اليوم تظل صور منسية طوال سبعين سنة، كحقبة حياة ملك واحد، وفي نهاية السبعين سنة يصيب صور مثل ما جاء في أغنية العاهرة:"خذي عوداً وطوفي في المدينة أيتها العاهرة المنسية. أتقني العزف على العود وأكثري الغناء لعلك تذكرين". وفي نهاية السبعين سنة يفتقد الرب صور، فترجع إلى عهدها، وتزني مع كل ممالك الأرض. أما تجارتها وأجرتها فتصبح قدساً للرب. لا تخزن ولا تدخر، لأن تجارتها توفر غذاء وفيراً، وثياباً فاخرة للساكنين أمام الرب" (اشعياء ٢٣، ١ـ١٨).
أما لماذا كل هذا الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام التي صبتها التوراة على صور؟ فتجيب التوراة علي ذلك .. لأن صور الشريرة، "قالت على أورشليم هه قد انكسرت، ومصاريع الشعوب قد تحولت إلى. امتلئ إذا خربت (هي) ". (حزقيال ٢٦: ١ـ٢). وبطبيعة الحال لم تقل صور ذلك لأحد وبخاصة لحزيقيال القاعد هناك عند