للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عملاء من منظمة من الشرق الأوسط، أو من أفغانستان؟!! .. وهنا يمكن إذن تصور مدى نفوذ وسيطرة هذه القوة الخفية التي نجحت في شلِّ كل أرجاء الولايات المتحدة مدة ساعة تقريبًا، بل أكثر من ساعة ـ إن حسبنا الوقت الذي مضى بعد خروج أول طائرة عن مسارها، وحتى هجوم الطائرة الأخيرة على البنتاجون. وهل من المعقول أن تخرج أربع طائرات عن مسارها، ولا تطرف عين في الولايات المتحدة؟!

[لا توجد جريمة كاملة]

يقال في علم الجريمة: (لا توجد هناك جريمة كاملة)، أي أن المجرم لا بد أن يصدر منه خطأ أو قصور أثناء ارتكابه الجريمة. وهذه المقولة تصدق هنا أيضًا؛ فالذين رتَّبوا ونفذوا هذه الجريمة وهذه اللعبة الكبرى اضطروا أن يتركوا وراءهم العديد من الأدلة والمستمسكات، ولكن أجهزة الإعلام الأمريكية والغربية استطاعت، لحد كبير، التغطية على هذه الآثار الواضحة، وحولت أنظار الجماهير إلى نواحٍ أخرى غطّوها بسيل من الأدلة الزائفة (١).

والأسئلة التي نطرحها تكشف هذا الأمر


(١) اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية أسامة بن لادن بأنه يقف وراء التفجيرات التي شهدتها واشنطن ونيويورك، وزعمت أن لديها الأدلة الدامغة التي تثبت إدانته، إلا أن أمريكا لم تقدم الأدلة التي تقنع العالم بتورط بن لادن. وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش: "أن واشنطن تملك أدلة الإدانة، ولكنها لن تعلن عنها الآن". وأكد ذلك رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" في خطابه أمام مجلس العموم البريطاني في ٤ - ١٠ - ٢٠٠١م، إلا أن خبراء بريطانيين قالوا: "إن الأدلة الأمريكية التي أعلنها بلير ليست دامغة، ولا يمكن الاعتماد عليها أمام محكمة قضائية".وقال "ويليام ولاس" أستاذ العلاقات الدولية: "إن ما تم الإعلان عنه لا يكفي لاتهام أسامة بن لادن أمام أي محكمة قضائية في العالم؛ لأنها استنتاجات من معلومات غير مكتملة، وليست أدلة قاطعة". وتناول عدة كتاب، ومحللين بريطانيين تفنيد الأدلة الأمريكية وقالوا: إنها مجرد تصورات مبنية على شواهد تاريخية مسبقة على علاقة الكره بين بن لادن والإدارات الأمريكية، وليست أدلة دامغة تربط بينه وبين إنفجارات أمريكا .. كما أن ما قامت به الإدارة الأمريكية من وضع معتقلي القاعدة وطالبان في معسكر اعتقال في قاعدة جوانتانامو، وليس داخل أمريكيا، يؤكد أن الإدارة الأمريكية ليس لديها أي دليل على تورط هؤلاء في التفجيرات، لأنه لو تم اعتقالهم في سجون أمريكية فإنهم سيخضعون إلى القوانين هناك، مما يعنى تقديم أدله ضدهم والسماح للمحامين ومنظمات حقوق الإنسان بزيارتهم، وهذا ما لا تريده أمريكا، ولهذا تم اعتقالهم في هذه القاعدة العسكرية التي لا تخضع للقانون الأمريكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>