[الميليشيات المسيحية الأمريكية .. هواية القتل اللذيذ]
"ماذا نفعل؟ نعلم أن الضحايا مجرد رهائن لدى الإدارة الأمريكية وأنهم لم يتبنوا الفلسفة المريضة والأهداف المدمرة التي يتبناها النظام .. ولكن ما من طريقة تتفادى سقوط الأبرياء في سبيل تدمير هذا النظام .. ما من طريقة فلا بد أن يسقط ضحايا"!! ليست هذه تصريحات لأعداء تقليديين لأمريكا .. ليست لأحد ـ الصرب أو الشيوعيين أو الكوبيين أو الكوريين الجنوبيين ولا حتى لأحد أتباع بن لادن، لكنها لأمريكي أبيض من ميليشيا ولاية ميتشجان، فهو لا يهتم بالدماء مهما كانت درجة تدفقها في سبيل القضاء على الإدارة الأمريكية، مهما كان حجم الضحايا والأبرياء!!
قد تتعجب إذا علمت أن هذا كان تعليقه للنيويورك تايمز إثر حادثة أوكلاهوما، التي نفذتها الميليشيا وراح ضحيتها ١٦٦ قتيلا .. ولكن عجبك قد يزول إذا قرأت لأحد هؤلاء المهووسين في أحد مواقع الميليشيات يعرفنا بنفسه أن هوايته إطلاق الرصاص على الحيوانات، والأمريكان الوافدين (يقصد الأفارقة والآسيويين والأسبان)، وأن الحكمة التي تنير دربه في الحياة:"بمجرد أن أملك بندقية فحتماً سوف تقع جريمة". وسينتهي تعجبك تماماً إذا علمت أن ثمة إعلانات تُنشر في جرائد أمريكا الكبرى والمحلية على حد سواء يرد فيها عبارات من قبيل "يجب ألا نسمح للحكومة بإدارة شئوننا وحياتنا .. يجب أن نعود إلى أيام الثورة الأمريكية الأولى .. نحن ثوريون أمريكيون" .. ثم يردف الإعلان بالطريقة الأمريكية النمطية "تعالوا مع أسلحتكم وأصدقائكم ... ". وهذه الإعلانات المتنوعة والكثيرة تقف وراءها مجموعة ضخمة من الميليشيات الأمريكية المسلحة. فهذا الإعلان مثلاً نشرته ميليشيا ولاية أريزونا، التي تهدف إلى فصل الولاية عن أمريكا الأم وإعلانها دولة مستقلة. وهذه الميليشيا يقودها (ديفيد إبسي) الذي يُسمي نفسه (الكابتن الثوري)، ويدعو إلى إعلان ثورة جديدة كالتي أعلنها الأمريكان الأوائل ضد الاستعمار البريطاني.
وهذه الميليشيات تنتشر في شتى الولايات الأمريكية، ولها أنصارها الذين يشكلون فكرهم الغريب والمختلف، ولكل ميليشيا منطقة نفوذ، وتحترم الميليشيات فيما بينها مناطق نفوذها. ورغم أنه لا توجد مؤشرات تدل على نوع من الوحدة في الهدف أو الرؤية، فإنه من المؤكد أن ثمة خلفيات مشتركة أدت إلى تكوُّن مثل هذه