للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مناقشة النهاية الكارثية): "إن القضية الحقيقية هي الكيفية التي يجرى فيها تفسير نبوءة نهاية الزمن تكون كل توقعاتنا، بحيث أنها تجعل الحرب النووية تبدو تحقيقاً شريراً لقدر إلهي " (١).

وإذا أردنا أن نلخص فترة رئاسة ريجان لأمريكا فإننا نقول: "لقد استخدم ريجان القوة، لا بل البلطجة لفرض سياساته فكانت الغاية قذرة، والوسيلة أقذر وآمن بعقائد خرافية جعلته يدلل إسرائيل ويضرب بيد من حديد ويختلق حروباً ومشاكل وتسيل الدماء في كل مكان" (٢).

[محور الخير .. ومحور الشر (أبناء النور وأبناء الظلام)]

كان الرئيس الممثل (رولاند ريجان) من أوائل الرؤساء الأمريكيين، الذين استخدموا تعبير إمبراطورية الشر، بصوره علنية فجه، حيث كان يقصد بها الإتحاد السوفيتي السابق، بسبب اعتقاده الديني من أن روسيا ستهاجم إسرائيل في معركة هرمجيدون، تم تبعه بعد ذلك كثير من الساسة في استخدام هذا التعبير. ولكن جاء أخيراً الرئيس (جورج بوش الابن)، وكرس هذا المفهوم وأضفى عليه بعداً عالمياً بعد أحداث سبتمبر، وذلك في خطابه عن حالة الاتحاد في يناير ٢٠٠٢م عندما قسم العالم إلى قسمين، أشرار يحاربون أمريكيا وأخيار يقفون معها، بل تعدى هذا الأمر ووصف دول بعينها بأنها تمثل محور الشر (العراق وإيران وكوريا الشمالية)، أو ما اسماها بالدول المارقة.

ففي ذلك الخطاب، استعمل بوش الابن خمس مرات كلمة (الشر)، وأشار إلى ابن لادن نفسه بأنه الشرير. وتتكرر لفظة الشر بانتظام في خطاب الولايات المتحدة الانجيلي ـ السياسي. "فقد عرفت عبارة (إمبراطورية الشر) رواجاً كبيراً في عهد (ريجان)، وكان لها وظيفة محددة: تسويق مشروع (حرب النجوم) مع اعطاء الولايات المتحدة تفوقاً مطلقاً على الاتحاد السوفيتي في الميدان العسكري. لأجل ذلك، كان يجب تركيز كل طاقة الأمة على عدو رمزي، هو الدب السوفياتي. وعاد الكلام عن


(١) يد الله - غريس هالسيل ص١١٠
(٢) زعماء ودماء ـ ايمن ابو الروس ص١١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>