للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التنجيم بالنسبة للانتخابات الرئاسية في البرازيل، لأن المنجمين قالوا له: "إن (تانكويدو نيافيز) سوف ينجح. وعند لقائهما في البيت الأبيض قال له ريجان: "إن أبراجنا نحن الاثنين متوافقة، ولذلك فإن العلاقة حسنة بين قطرينا" (١). ويضيف (كيتى كيلى): "في الوقت الذي كانت السيدة الأولى تدير العملية الرئاسية كانت منجمتها (جوان كويجلى)، من خلفها تقودها، حيث أقنعتها هذه العرافة بأن الرئيس يجب ألا يظهر أمام الجماهير إلا بعد ١٢٠ يوماً، نتيجة "مجالات الحقد والبغض لكوكبي اورانوس وزحل"، والتي قالت أنها تحولت ضده. وعلى أساس كلام المنجمة التي تتقاضى ٣٠٠٠ دولار شهرياً، أجبرت نانسى زوجها ريجان على عدم الخروج من البيت الأبيض، ولكنها وافقت رغم ذلك على أن يخرج يوم ٢٧ يناير ١٩٨٧م ليلقى خطاب الاتحاد في الكونغرس" (٢).

فرئيس هذا حاله، كانت معجزة أن مرت فترة رئاسته بدون حدوث كارثة كونية، بسبب إيمانه بالخرافات وبأقوال المنجمين. وعندما يستعيد المرء أحداث الماضي القريب، يصاب بالذعر كيف أن أقوى أمة على وجه الأرض متحالفة مع إسرائيل، آمن رئيسها بلاهوت تل مجدو، وتطلع واستعد بجد ونشاط لتحقيق النهاية الرهيبة، فلم يكن أقل من معجزة أن انتهت ولاية (ريحان) دون انفجار حرب نووية بسبب نبوءات أصر أصحابها على تحقيقها قسراً. غير أن ما نخشاه حقيقة من تسلط أو إغراء هذه النبوءات هو ما ذكره (ارنست ناجل) عن التنبؤ المحقق لنفسه. وهو الذي يتألف من تنبؤات لا تصدق على الوقائع الفعلية، أو الوقت الذي تصاغ فيه هذه التنبؤات، غير أنها تغدو صادقة بسبب الأفعال التي تتخذ كنتيجة مترتبة على الاعتقاد بصحة تلك التنبؤات (٣). وهنا يقول الكنسي البريطاني (روبرت جيوبت): أن من النتائج الجانبية المرعبة للاعتقاد بأن الله قضى مسبقاً بهرمجيدون هو أنه يصبح من اليسير (خلق) الحالة الموصوفة، بحيث إن التفسير يقود إلى تحقيقها. ويقول (ستيفن اولبرى) مؤلف


(١) نانسى ريجان ـ فضيحة في البيت الأبيض كيتى كي - يوسف فكرى, نهال الشريف - ص٤٧٥ - دار الهلال,١٩٩١
(٢) نانسى ريجان ـ فضيحة في البيت الأبيض كيتى كي ص٤٧٠
(٣) صدام الحضارات - صامويل هنتنجتون -ترجمة طلعت الشايب ـ تقديم د. صلاح قنصوه ص٢٥ - الناشر: سطور- ١٩٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>