للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صف الحق، ونظام ديمقراطي تظلله سيادة القانون (الوحيد في الشرق الأوسط) وواحة ثقافة استهلاكية غربية في صحراء قاحلة تحيط بها من كل جانب، وثمة عدد كبير من الأمريكيين في إسرائيل. فالروابط بالغة المتانة إلى درجة أن إسرائيل ليست بنظر عدد غير قليل من الأمريكيين، سوى ولاية حادية وخمسين" (١).

ويفصل احد الكاتب الأمريكين هذه القضية المشتركة بقوله: "إن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل يضمهما عناق حميم في سياق علاقة خاصة غريبة، وسواء كانت إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة أصلاً استراتيجياً أو مشكلة استراتيجية، فإنها تجسد مثلاً أعلى مغروساً بعمق في الفكر الأمريكي منذ السنوات الأولى لظهور أمريكا في العالم الجديد". ولكن هذه العلاقة الخاصة التي يتحدث عنها الكاتب، وغيره من الساسة ورجال الدين والفكر في أمريكيا، "كلفت الولايات المتحدة ٩١.٨٢ بليون دولار نقداً. أما إذا أضيف إلى ذلك الكلفة غير المباشرة مثل تسهيلات القروض وإلغائها, وما دفعه الاقتصاد الأميركي لشراء نفط عالي السعر بسبب الصراع, أو خلال مراحل المقاطعة, أو مستتبعات الحروب العربية الإسرائيلية وغير ذلك, فإن "سعر" العلاقة الخاصة يصل إلى ١.٦ تريليون دولار" (٢).

[رؤساء أمريكا والبعث اليهودي]

لا يملك أي متتبع لسيرة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية إلا ضرب أكف العجب وهو يرى إيمانهم الصهيوني العميق، وعداءهم الذي لا تشوبه شائبة لكل ما هو عربي وإسلامي. كما سيجد متتبع سيرتهم دورهم واضحاً في إقامة الكيان الصهيوني، وسيكتشف أن هذا الدور لم يكن دور المعاون أو المساند فأمريكا هي المالك الحقيقي للمشروع الصهيوني، وهي المتصرف في أمره كذلك. فقد كان واضحاً منذ البداية أثر الرموز التوراتية على الرؤساء الأمريكيين الأوائل جورج واشنطون وجون آدمز وجفرسون، حيث أخذت الرموز التوراتية تهيمن على كل كبيرة


(١) الدولة المارقة - الدفع الأحادي في السياسة الخارجية الأمريكية ـ كلايد برستوفتز - تعريب فاضل جتكر -ص٢٥٢
(٢) الوسيط الخادع .. دور الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين المؤلف: نصير عاروري الطبعة: الأولى ٢٠٠٣ـ كامبردج بوك ريفيوز

<<  <  ج: ص:  >  >>