للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ١٨٧٤م، حيث اصطحبه الحاخام اسحق ماير وايز إلى المعبد في عربته، وحين صعد جونسون إلى المنصة كان يعتمر اليارمولكا ـ الطاقية اليهودية المعروفة ـ وقال إنه: "لم يوجد من امتلأ حباً لليهود مثله بين أبناء ديانته المسيحيين جميعاً، ولم يوجد من اهتم اهتمامه العميق والدائم بنجاح اليهود ورخائهم وازدهار ديانتهم ومعبدهم". ذلك المعبد الذي قال عنه إنه "سيظل النصب المقدس الذي يجسد كد اليهود ومثابرتهم واستحقاقهم النجاح والرخاء والرفاه، لا في مدينة ناشفيل فحسب، بل وفي كل مكان" (١).

[يوليسيس جرانت]

كان يوليسيس جرانت هو الرئيس الثاني القادم من صفوف العسكرية الأمريكية بعد الحرب الأهلية ليصبح الرئيس الثامن عشر (١٨٦٩ - ١٨٧٧م)، وعلى الرغم من بزوغ نجمه كقائد ميداني فذ، فإن القرار الذي سبق أن أصدره ـ وألغاه الرئيس إبراهام لنكولن ـ بإبعاد اليهود خارج تينسى خلال ٢٤ ساعة ظل يطارده، وما كان يمكن لجرانت أن يحصل على الرئاسة لولا المساعدات الجادة التي قدمها إليه عدد من قادة اليهود، إذ أدركوا أن قدوم جرانت المحمل بعقدة الذنب سيعطيهم فرصة أكبر لابتزاز الرئيس، وربما هذا هو ما دفع سيمون وولف -أحد أهم من تولوا الدعاية لجرانت من اليهود، وسنراه بسرعة قنصلاً لأمريكا في مصر ـ للمفاخرة بأن "بوسعه أن يقرر بمنتهى الوضوح، أن الرئيس يوليسيس جرانت فعل من أجل اليهود طوال مدتي رئاسته من ١٨٦٩م إلى ١٨٧٧م، أكثر مما فعل أي رئيس أمريكي دخل البيت الأبيض قبله" (٢).

[هايز وإجازة السبت]

نجح رذرفورد هايز (١٨٧٧ـ١٨٨١م) في أن يصبح الرئيس الأمريكي التاسع عشر، وفي عهده، كان عدد الموظفين اليهود في الإدارة الأمريكية قد زاد إلى الحد الذي جعل صوتهم يرتفع مطالباً بمنحهم يوم السبت إجازة اتساقاً مع تحريم التوراة


(١) المسيحية والتوراة - شفيق مقار ص٢٠١
(٢) المسيحية والتوراة - شفيق مقار ص٢٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>