للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسبب نبوخذ نصر المشبه بالرأس من ذهب، ولذلك صرح (بوش) في بدء المعركة مع العراق أنها معركة الرأس، ويقصد بذلك: أن صدام مثل نبوخذ نصر المشبه بالرأس من ذهب في حلم التمثال والحجر في الإصحاح الثاني من سفر دانيال. فكأصولى مسيحي ولد من جديد، يعلم بوش جيداً خطايا بابل القديمة (أحد مواضيع العهد القديم المفضلة) ويعلم الأشعار المصاحبة لسرد تلك الخطايا (١).

[الصدمة والرعب]

مما يدل على أن بوش ورفاقه يحاربون المسلمين حرباً دينية، أنهم يقتبسون عبارات وردت في التوراة لتطبيقها على العصر الحاضر كما لاحظنا في المثالين السابقين، بل إن الخطط العسكرية سميت بأسماء من التوراة: مثل (الصدمة والرعب)، التي سميت بها خطة غزو العراق. ففي الإصحاح الثاني من سفر اشعياء: "إنه في آخر الأيام سيظهر النبي المنتظر، وسيحارب اليهود الكافرين به والأمم الكافرة في (يوم الرب)، في أرض (هرمجدون) في الساعة التي قال عنها المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ إنه لا يعلمها إلا الله وحده. وقال اشعياء مهدداً بهذا اليوم: "ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم وتزول الأوثان بتمامها ويدخلون في مغاير الصخور، وفي حفائر التراب من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته، عند قيامه ليرعب الأرض" (٢). وفي الإصحاح الثامن من سفر اشعياء: "هيجوا أيها الشعوب وانكسروا، واصغي يا جميع أقاصي الأرض. احتزموا وانكسروا. تشاوروا، فتبطل. تكلموا كلمة، فلا تقوم لأن الله معنا. فإنه هكذا قال لي الرب بشدة اليد، وأنذرني أن لا أسلك في طريق هذا الشعب قائلاً: لا تقولوا فتنة لكل ما يقول له هذا الشعب: فتنة ولا تخافوا خوفه، ولا ترهبوا. قدسوا رب الجنود، فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون مقدساً وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتي إسرائيل. وفخاً وشركاً لسكان أورشليم. فيعثر بها


(١) بوش في بابل (إعادة استعمار العراق) - طارق على ترجمة د. فاطمة نصر ص٤٦ - دار سطور- ط١ ٢٠٠٤
(٢) سفر اشعياء - الإصحاح الثامن.

<<  <  ج: ص:  >  >>