واعتقدوا أن السامري يرعاهم، واتخذوا من الانتساب إليه ذريعة تربطهم بمصر التي عاشوا فيها عبيداً، وخرجوا منها خائفين يترقبون مع نبي لم يؤمن به إلا قليل منهم، ولم يؤمنوا به إلا قليلاً، ذريعة تعطيهم ـ فيما بعد ـ حق المطالبة بما يدعونه إسرائيل الكبرى التي يزعمون أنها من النيل إلى الفرات. وسيكتشف أي باحث في التاريخ حجم حقدهم المسموم ومداه المحموم حين يعرف أن الأرض من النيل إلى الفرات إن هي إلا إمبراطورية تحتمس الثالث الملك المصري الذي استعبد بني إسرائيل، وهاهم العبيد يحلمون بالانتقام من سيدهم والاستيلاء على ممتلكاته. كل هذه المعاني والرموز السرية الماسونية والصهيونية، وكل هذا الحقد التاريخي الفادح، اختزله اليهود في رمز الهرم ذي القمة الذهبية والعين، واختاره الأمريكيون الأوائل شعاراً لعملتهم الأولى (دولار واحد)" (١).
[وخاتم داود]
خاتم الدولة هو شعارها الرسمي، وهو ـ بلا شك ـ شعار يتم اختياره بعناية للتعبير عن هويتها وانتمائها، وقد اختار المؤسسون الأوائل للولايات المتحدة الأمريكية، درع داود (النجمة السداسية) شعاراً لهم وضعوه على رأس النسر الأمريكي (والنسر رمز توراتي معروف هو الآخر). ولنلاحظ أن اختيار هذا الشعار الصهيوني تم قبل أكثر من قرن كامل من انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا. فقد انعقد المؤتمر في ١٨٩٧م، في حين تولى (جورج واشنطن) ـ الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية ـ مقاليد الحكم في ١٧٨٩ م. إذن فقد سبقت صهيونية أمريكا صهيونية (هرتزل) بل إن صهاينة أمريكا زايدوا على (هرتزل) نفسه كما سنرى.
يقول شفيق مقار في كتابه (المسيحية والتوراة): "من المعطيات المهمة التي توجه البحث صوب العالم الجديد (أي أمريكا) احتواء الخاتم الرسمي لدولة الولايات المتحدة الأمريكية، منذ ما قبل ظهور الصهيونية اليهودية بوقت طويل على (مجن داود) النجمة السداسية التي ترفرف اليوم من علم المحطة الصهيونية الأولى (إسرائيل)، والمجن في الخاتم من ثلاث عشرة نجمة تمثل