للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنطقة من العالم حتى اليوم، ولا يمكن فهم تحركات ومناورات كلينتون وجورج بوش شداً وجذباً مع الصين إلا بمراجعة سياسة الباب المفتوح" (١).

[روزفلت وسياسة العصا الغليظة]

"لا أعرف ما الذي يؤمن به الناس، أعرف ما يجب أن يؤمنوا به". بهذه الصرامة كان تيودور روزفلت (١٩٠١ ـ١٩٠٩م) يفكر ويتحدث ويتصرف". وبهذه الصرامة دخل (روزفلت) ـ المصنف بين أقوى ٦ رؤساء في تاريخ أمريكا، والملقب بالرئيس الذي لا يقهرـ البيت الأبيض- بوصفه حاكم نيويورك القوي، تسانده سمعته كقائد حربي فذ ومنتصر في الحرب ضد الأسبان. كان روزفلت أول من أطلق تعبير (النظام العالمي الجديد)، وأول من رسم صورة أمريكا باعتبارها (شرطي العالم) في نصف الكرة الغربي مطبقاً مبدأ (مونرو)، الذي أعطت به أمريكا نفسها حق التدخل في شؤون الآخرين بمنتهى الفجاجة. وفي عهده تمددت الإمبراطورية الأمريكية لتشمل كوبا وهايتي والدومينيكان وبورتريكو، وسيطرت على قناة بنما، مما جعل التجارة الأمريكية تتقدم على نحو واضح. وجاء في تفسيره للسياسة الخارجية الأمريكية قوله: "إن تاريخنا هو تاريخ التوسع .. وهذا التوسع ليس أمراً يستدعي الاعتذار عنه، ولكنه يدعو للفخار" (٢).

وقد امتاز أداء روزفلت بحزم واضح، عبرت عنه كلماته التي ما فتئ يرددها مثل: "لا أحد فوق القانون ولا أحد تحته، ولا نطلب تصريحا من أحد عندما نطلب منه الطاعة". وقوله: "تكلم بهدوء وأحمل عصا غليظة .. وستنجح إلى أبعد مدى". وانطلاقاً من هذه المقولة حرص روزفلت على دعم أسطوله، وتبنى ـ في نفس الوقت ـ سياسة (التحكيم الدولي في النزاعات)، وهي نفس السياسة التي تتبعها أمريكا حتى اليوم وتكسب بها كل معاركها دون أن تطلق رصاصة واحدة، حيث تعتمد على (الرهبة) من قوتها الكبيرة في فرض رأيها. وقد حصل روزفلت على جائزة نوبل بعد مساعيه لفرض مفاوضات مباشرة بين روسيا واليابان لإنهاء الحرب بينهما. تلك


(١) رؤساء أمريكا .. قادة صهاينة في البيت الأبيض - محمد القدوسى - دراسة منشوره على الانترنت
(٢) من الثروة إلى القوة - الجذور الفريدة لدور أمريكا العالمي - فريد زكريا - ترجمة رضا خليفة ص ٢١٦

<<  <  ج: ص:  >  >>