للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغلبيته، قد سمحوا لهؤلاء بملازمة الصمت حيال الكثير من التجاوزات ... فيخدعون الشعب الأمريكي أكثر مما هو عليه، هذا الشعب الذي لم ينشد وجودهم أساساً. ديمقراطية مطعونة ومخدوعة، ديمقراطية محتفى بها ولكن غارقة بالذل، وقد داست عليها مجموعة صغيرة من الرجال الذين بكل بساطة استولوا علي مقاليد الأمور في هذه الجمهورية (١).

صناعة الأكاذيب وحمايتها - لعبة الترويج والإسكات والتضليل (٢)

في أمثالنا يقال: (حبل الكذب مقطوع). ويعرف دارسو التاريخ الذي لا يكتبه إلا المنتصرون أن حبل الكذب موصول .. بحلقات من الخديعة، والتزييف، والحكايا المتقنة تحت تلك المظلة الواسعة، تتشابك علاقة الصحافة بالأنظمة وأجهزة المخابرات. تتلاحم حيناً بالتواطؤ أو بالمصادفة , وتتلاطم في معظم الأحيان. الموساد أزعجه تقرير ألـ (بي بي سي) الشهير الذي طرح الأسئلة البديهية مباشرة، ببساطة وبوضوح. في زمن أصبحت فيه البديهيات تتسول من يطرحها. فضلأ عن أن (يسمعها) وسط كل هذا الصخب المتلاحق الإيقاع, الذي لا يدع فرصة حقيقية للنظر في (الأمر) بدلاً من مجرد النظر (إليه). والنظر في الأمر مطلوب لندرك، فنحسن (الوصف) وندقق (التعريف)، وهما كذلك ضروريان (للفهم) الذي هو مقدمة لابد منها "للتفسير.

ألـ (بي. بي. سي) طرحت الأسئلة البسيطة: من يملك حقاً أسلحة للدمار الشامل في الشرق الأوسط؟! الإسرائيليون ولا نعرف من أعطاهم الحق ـ احتجوا على الأسئلة معتبرين أنهم غير مطالبين، بل حتى غير معنيين بمناقشة الأجوبة. وإنما ككل (السادة) في مجتمع غير متوازن رفعوا عصا العقاب. فالـ (بي بي سي) باتت ممنوعة في الكيان الصهيوني. وشارون قاطع الإذاعة العريقة في زيارته للندن.


(١) من يدير الدفة في الولايات المتحدة؟ إدوارد سعيد جريدة الخليج - ١٠ـ٣ـ٢٠٠٣ ـ عدد ٨٦٩٥
(٢) صناعة الأكاذيب وحمايتها - لعبة الترويج والإسكات والتضليل ـ بقلم/ ايمن الصياد - الخليج عدد ٨٨٤٥ـ ٧ أغسطس ٢٠٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>