الأفكار؛ بل تعدته إلى وحدة تنظيمية وثيقة بينهما .. فكان الحزب الديمقراطي يبادر في الحال إلى حل الشرطة الزنجية فور استلامه السلطة في أي من الولايات التي يعاد بناؤها.
"من ناحية أخرى انتشر عدد الكلانيين في صفوف الجيش الأمريكي وكان هؤلاء الضباط يمثلون في اغلبيتهم الساحقة الاوساط الأكثر عدوانية ورجعية في الصفوة التي تحكم البلاد وقد طرحت "كلان" الجنرال ج. براون المعروف بعنصريته، مرشحاً لها لمنصب الرئاسة في عام ١٩٧٦. وعلى صعيد النشاط الإعلامي فإن كلان فرضت فاعليتها في هذا المجال فهي تُصدر صحفها ومجلاتها الخاصة، وتشارك في برامج الإذاعة والتلفزيون، والمناقشات والندوات في الكليات والجامعات، وتنظم معارضة خاصة بها، وتدعو الكلانيين إلى اجتماعات يرافقها احياناً مراسم احراق الصليب التي يدعى إليها الغرباء أيضاً. كذلك شاركت كلان بنشاط كبير في فترة الانتخابات الفدرالية. وقد قدمت إليها الاحتكارات النفطية دعماً مالياً كبيراً في عام ١٩٢٢، ففي إحدى الدورات رصد أحدهم مبلغ ١٠٠ ألف دولار لدعم مرشحي كلان لمنصب السناتور في الحملة الانتخابية في تكساس. وفي عام ١٩٢٤ خصصت ك ك ك ٥٠٠ ألف دولار من أجل إعادة انتخاب صنيعتها هاريس نائباً عن جورجيا.
"كلان" مازالت تتغلغل في أوصال المجتمع الأمريكي، وهي فاعلة ومتنفذة، وفي موقع القرار من الحكم، وقد باءت حتى الآن كل الجهود الرامية إلى تحجيمها، فلقد بيّن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ان العنصرية أكثر المفاهيم الايديولوجية الامبريالية ثباتاً واستمرارية وهي تدمغ كل أزمنة المجتمع الأمريكي (١).
[الجذور الفكرية للجماعات المتطرفة]
رغم أن معظم أدبيات الميليشيات المتطرفة تُعد من قبيل الهلوسة المرضية المحضة والأفكار الشاذة، فإن المتابع عن قرب يستطيع تلمس عدد من الجذور لهذه الاتجاهات المتطرفة، والتي يمكن حصرها بالآتي:
(١) من تكساس ظهرت منظمة الكوكلاكس كلان وجورج بوش- مجلة البديل- http://www.albadel.com/tariag/٧/m٢.html