للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرئيس ويلسون كان مدفوعاً لتحقيق آمال اليهود بناءً على خلفيته الدينية. فقد تربى في ظل التعاليم البروتستانتية التي تؤمن بالنبوءات التوراتية، وكان يسعده أن يكون له دور في إعادة اليهود إلى فلسطين، حيث كان يقول: "إن ربيب بيت القسيس ينبغي أن يكون قادراً على المساعدة في إعادة الأرض المقدسة لأهلها" (١)، وكان يرى نفسه من خلال خطبه العديدة، بأنه أعطى الفرصة التاريخية لخدمة رغبات الله بتحقيقه للبرنامج الصهيوني.

[خلفاء ويلسون]

بعد أن وافق الرئيس ويلسون على وعد بلفور ودعم مطالب الحكومة البريطانية في مؤتمر سان ريمو، الذي كرس الانتداب البريطاني على فلسطين، لخدمة الحركة الصهيونية، أخذ خلفاء ويلسون في الرئاسة يلزمون أنفسهم بالموقف الصهيوني، ويعبرون عن تعاطفهم مع الحركة الصهيونية، حيث عبر الرئيس الأمريكي (هاردنج) في عام ١٩٢١ م عن تعاطفه مع الحركة الصهيونية وتأييده الشديد لإنشاء صندوق فلسطين، حيث قال: "إن اليهود سيعادون يوما إلى وطنهم القومي التاريخي، حيث سيبدأون مرحلة جديدة بل مرحلة أعظم من كل مساهماتهم في تقدم الإنسانية" (٢).

وفي عام ١٩٢٢م اتخذ الكونغرس الأمريكي قراراً، وقع عليه الرئيس (هاردنج) جاء فيه الاعتراف، "بأنه نتيجة للحرب، أعطى بنى إسرائيل الفرصة التي حرموا منها منذ أمد بعيد لإعادة إقامة حياة وثقافة يهوديتين مثمرتين في الأراضي اليهودية القديمة، وأن كونغرس الولايات المتحدة يوافق على إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي" (٣). كما قام الرئيس الأمريكي هربرت هرمز في عام ١٩٢٨ م بتهنئة الحركة الصهيونية لإنجازاتها العظيمة في فلسطين.


(١) الصهيونية غير اليهودية ـ د. ريجينا الشريف ـ ص ١٩٥.
(٢) على أعتاب الألفية الثالثةـ الجذور المذهبية لحضانة الغرب وأمريكا لإسرائيل ـ حمدان حمدان ص١٢١
(٣) الصهيونية الأمريكية وسياسة أمريكيا الخارجية ـ ريتشارد ستيفن ـ ص ٧٥

<<  <  ج: ص:  >  >>