للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسياسات الاستراتيجية الأمريكية في إفريقيا التي لا يكشف عنها ... حيث طورت الولايات المتحدة (التي نشأت عبر التطهير العرقي والإبادة الجماعية)، قدرتها على التطهير العرقي والإبادة الجماعية باستعمال تقنية لم يسبق لها مثيل. وقد تطورت معظم براعة واشنطن في ارتكاب الإبادة الجماعية أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها (١).

[ضرب المدنيين]

لقد أثار القصف الألماني مدينة غويرنيكا قبل الحرب، وهو حدث مهم في الحرب الأهلية الإسبانية، احتجاجاً شديداً في الولايات المتحدة, ومن الرئيس (فرانكلين روزفيلت) نفسه. وعندما نشبت الحرب الأوروبية عام ١٩٣٩م أعلن (روزفيلت): "أن القصف الوحشي من الجو للمدنيين في مراكز سكانية غير محصنة أثناء العمليات الحربية التي دارت في أنحاء مختلفة من العالم في السنوات القليلة الماضية، وأدى إلى تشويه وموت آلاف الرجال والنساء والأطفال العزل، قد أدمى قلوب كل الرجال والنساء المتمدينين, وهز ضمير الإنسانية هزاً عميقاً". وفي عام ١٩٤٠م حث (روزفيلت) الأطراف جميعاً على الإحجام عن قصف المدنيين، وفي الوقت نفسه ذكر بفخر "أن الولايات المتحدة قد أخذت زمام المبادرة في الدعوة إلى حظر هذه الممارسة اللاإنسانية".

[هوريشيما وناغازاكي]

وقبل مضي زمن طويل استدارت واشنطن دورة كاملة، وأصبحت القوة الجوية الملكية والقوة الجوية للجيش الأمريكي راعيتي القصف الاستراتيجي, ومضيتا في إتقان أسلوب التدمير الواسع للمدن باستعمال القنابل الحارقة. كان الجنرال (جورج مارشال)، رئيس الأركان، قد أمر مساعديه في الواقع بتخطيط هجمات حارقة "تحرق الهياكل الخشبية والورقية للمدن اليابانية الكثيفة السكان". وفي إحدى الليالي دمرت


(١) أمريكا .. ذلك الوجه الآخر! جيف سيمون ونعوم تشومسكى - الشبكة الإسلامية- http://www.islamweb.net/pls/iweb/misc١.Article?vArticle=١٣٧٠٠

<<  <  ج: ص:  >  >>