للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للعشرين ـ فكانت سياستها الخارجية توسعية لنشر الحرية في العالم. ولجوء (ماكدوجال) إلى الاستعارة الدينية، لا يعني انه يقدم رؤية دينية لدور أمريكا في العالم، ولكنه يشي بدور العامل الديني في السياسة الخارجية الأمريكية، والذي استهدف الحرية في الداخل، والعهد الذي حاولت فيه أمريكا توسيع دورها في العالم، ثم قيادته.

ففي العهد القديم الأمريكي، اعتبر مؤسسو أمريكا أنها (إسرائيل الجديدة التي هاجروا إليها من أجل الحرية ـ وأرسوا قواعد السلوك الأمريكي الخارجي من أجل أن ينعموا بالحرية في الداخل، وفي العهد الجديد الأمريكي بعد عام ١٨٩٨م (عام اكتمال الاستيطان حتى الساحل الغربي) تحرك الأمريكيون من أجل تشكيل العالم وفق تصورهم، من خلال قواعد جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية، يأتي ضمنها تبرير التوسع واستخدام القوة في شكل أقرب إلى الحملة الصليبية، لتحضير العالم (على الطريقة الأمريكية) (١). فهذا الشعب الأمريكي المقدام يحمل على كتفيه رسالة كلفته بها العناية الإلهية، بمنح نعم الحرية والديمقراطية للشعوب الهمجية، التي مازالت محرومة بسبب همجيتها من تلك النعم. ونتيجة لتلك الرسالة الآلهية لم ينج شعب من شعوب العالم حتى الآن من نتائج اضطلاع أمريكا بحمل مشعل الحضارة والحرية والديمقراطية، إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض (٢).

[العهد القديم الأمريكي (الإرهاب ضد الهنود والزنوج)]

يحدد (والتر ماكدوجال) ثمانية تقاليد للسياسة الأمريكية منذ نشأتها وحتى الآن. فخلال العهد القديم الأمريكي أي حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، حكمت السياسة الخارجية الأمريكية أربعة تقاليد هي:

- الحرية في الداخل، أي أن توظف السياسة الخارجية للدفاع عن حرية أمريكا.


(١) ارض الميعاد والدولة الصليبية ـ أمريكيا في مواجهة العالم منذ ١٧٧٦ـ والتر ا. مكدوجال - ترجمة: رضا هلال ص٧
(٢) المسيحية والتوراة - شفيق مقار ص٢٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>