للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

الإسلام عدو بديل

هدف ثابت وصياغات متغيرة (١)

بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١م، علي مركز التجارة العالمي في نيويورك، والبنتاغون في واشنطن، سيطر دعاة ومعتنقو عقيدة صراع الحضارات علي الساحة السياسية والإعلامية في أمريكا. فقبل الكشف عن أي دليل علي هوية المهاجمين، كانت الحملة المنظمة ضد الإسلام والمسلمين قد بدأت تبث سمومها عبر مختلف وسائل الإعلام، وذلك في غضون الدقائق العشر الأولي، التي أعقبت الهجمات. فقد وصف الكاهن (فرانكلين غراهام) الإسلام بأنه دين شرير. كما أن وسائل الإعلام والصحف الكبرى في أمريكا مثل نيويورك تايمز، والواشنطن بوست، قد أصدرت أحكامها مسبقاً علي الإسلام، وذلك علي لسان كتاب الأعمدة، الذين أجمعوا رأيهم علي أن المشكلة التي يعاني منها العالم هي الإسلام المتطرف، كما يدعي البعض، أو الإسلاميون كما يحلو للبعض الآخر تسميتهم. إلي جانب ذلك، فقد صور الإعلام الإسلام علي أنه دين عنف. وهذا ما دفع بالمواطن الأمريكي العادي الذي لا يشغله سوي قوت يومه إلي الاعتقاد بأن الإسلام والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة. "وبذلك أصبحت الحرب ضد الإرهاب، سواء شعورياً أو لاشعورياً، حرباً ضد الإسلام، فأعلنت محطة (سي إن إن CNN) هذه الحرب قبل أن يقرها الكونغرس الأمريكي نفسه" (٢). وهكذا يمكن ملاحظة أن هذا الهجوم المنظم على الإسلام بعد أحداث ١١ سبتمبر لم يكن عفوياً، ولم يكن مبرراً، بل جاء نتيجة لتخطيط منظم سبقه بمراحل واستمر لسنوات طويلة، محاولاً إبراز الخطر الإسلامي وتضخيمه، لغاية في نفس يعقوب، حيث لم تكن أحداث ١١ سبتمبر إلا نقطة التحول الحقيقية من الأقوال إلى الأفعال من اجل استهداف الإسلام وأهله.


(١) الإسلام عدو بديل .. هدف ثابت وصياغات متغيرة! - نبيل شبيب ـ إسلام أون لاين- ١٢ - ١ - ٢٠٠١ - http://www.islamonline.net/arabic/politics/٢٠٠٢/٠١/article٩.shtml
(٢) إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي ٢٧/ ١ـ ٣/ ٢/٢٠٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>