للعمل في ذلك اليوم. وعندما تباطأت إدارة هايز في الاستجابة لذلك الطلب، نظراً لما وجدت فيه من ظلم للموظفين الآخرين من غير اليهود، أوعزت القيادات اليهودية إلى مرشح لشغل منصب بالسلك الدبلوماسي أن يعلن أنه، عندما يباشر مهام منصبه، لن يكون بوسعه أن يعمل في يوم السبت، وأعطت المسألة تغطية إعلامية جعلتها قضية عامة. ولما وصلت الرسالة واضحة إلى هايز، سارع بالتصريح للصحفيين بأن "أي مواطن يكون على استعداد لأن يضحي بفرصة كهذه على مذبح معتقداته الدينية لابد أن يكون مواطناً صالحاً، ومن الظلم لدافعي الضرائب الأمريكيين أن نخسره" وأعلن عن موافقته على المطلب اليهودي (١).
بقى أن نشير إلى أن هايز بدأ رئاسته بتعيين (بنيامين وبييكسوتو) رئيس (البناي بريث) قنصلا لأمريكا لدى روسيا، مع تكليفه بمهمة مماثلة لتلك التي أداها في رومانيا، فقد كان عليه أن يحقق في تصرفات حكومة روسيا غير الطيبة إزاء اليهود، والتي أدت إلى إلغاء المعاهدة التجارية التي كانت مبرمة بين روسيا وأمريكا، لكن المهمة لم تتم، فقد رفض القيصر الروسي استقبال المحقق الأمريكي، معلنا رفضه قبوله ممثلا دبلوماسيا لدى بلاط سانت بطرسبرج.
[أول يهودي يمثل أمريكا في مصر ..]
لم يعمر الرئيس العشرون (جميس إبرام جارفيلد ١٨٨١م) الجنرال الثالث القادم من الحرب الأهلية، في منصبه طويلاً، إذ تم اغتياله، لكنه ككل الرؤساء من عمر منهم ومن لم يعمر ـ كان قد أدى للصهاينة خدمة متميزة بالفعل، حين عين اليهودي (سيمون وولف) قنصلاً لأمريكا في مصر، معلناً ـ صراحة ـ عن واحدة من أعقد عُقد الصهاينة، سواء منهم اليهود والمسيحيون، وهي عقدة عبودية اليهود في مصر، وفي هذا قال جارفيلد:"إنه يشعر بسعادة غامرة لأنه عين سليل الشعب الذي استعبد في مصر قديماً مبعوثاً دبلوماسياً إلى ذلك البلد من الأمة الأمريكية الحرة العظيمة".