يشعرون بالقلق على حياة الرئيس "أوباما" ويتذكرون جيداً زمن "كينيدي" الذي يبدو قريب الشبه من هذا الزمن. كما ان احدى الصحف في ولاية بنسلفانيا نشرت اعلانا دعا ضمنياً إلى اغتيال الرئيس الأمريكي باراك اوباما. وكان الاعلان يقول:"لعل اوباما يحذو حذو لينكولن وجارفيلد ومكنيلي وكنيدي."
وقد لاحظنا انه خلال التاريخ الامريكى كله لم يصل إلى الحكم الا رئيس كاثوليكى واحد هو جون كنيدى وبصعوبه ولكنه لم يكمل فترة رئاسته واغتيل على ايدى المتعصبيبن البروتستانت، كما ان تاريخ أمريكا مع الملونين واصحاب الديانات الاخرى واضح لنا، وواقع الملونيين في أمريكا الآن خير شاهد على العنصرية والكراهية التى يتعرضون لها في بلد ما يسمى بالحريات والديمقراطية، ويجب ان لا ننسى انه تم اغتيال الرئيس الامريكى ابراهام لنكولن لانه دعا إلى تحرير السود، وكانت قضية السود من القضايا الرئيسية التى ادت إلى نشوب الحرب الاهلية الأمريكية، كما اغتيل داعية الحقوق المدنية الاسود مارتن لوثر كنج لنفس الاسباب.
وربما كان هاجس كراهية الملونين والسود هو الذى دفع القس مايكل فليجر احد انصار اوباما إلى القاء خطبه دينية يسخر فيها من هلارى كلنتون قال فيها:" إن هيلاري كلينتون تفكر دائما بهذه الطريقة: إنها لي، أنا زوجة بيل، أنا بيضاء. وفجأة ظهر باراك أوباما من العدم، فقالت من أين جئت ياهذا؟ أنا بيضاء أنا أستحق، إن هذا الرجل يخطف مني الأضواء. وبالرغم من ان اوباما أعرب "عن عميق خيبته" من الخطبة وقال إنها "مثيرة للشقاق، وتحمل رؤية متخلفة"، الا ان ذلك يشير إلى جذور العنصرية التى لازالت تعشعش في عقل قطاع كبير من الأمريكيين البيض، تجاه الاقليات المختلفة، ويكشف مدى الاحباط والظلم الذي يشعر به الملونون في أمريكا.
[فلسطين ودورها الحضاري]
إذا كنا قد سلطتنا الضوء في هذه الدراسة على الصهيونية المسيحية ونشأتها ودورها في اقامة اسرائيل في المنطقة العربية وركزنا على الدور البريطاني الامريكى بالذات ووضعنا خطة لمواجهتا، فان ذلك يعتبر بداية للفهم الصحيح للصراع وطرق مواجهته ويمهد لاتخاذ خطوات ووضع الخطط اللازمة للخروج من هذا