للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حكام أميركا بمن فيهم (جورج بوش) دائماً يجدون الطرق للالتفاف على القرارات" (١). وهنا يرى الكاتب (اناتول لييفين) أن النقص في الحماس لدى الجماهير الأمريكية من فكرة القيام بتضحيات مهمة من أجل الإمبراطورية ليس جديداً، حيث كانت الإمبراطوريات السابقة تجد وسائل أخرى للتعويض: إلى حدود الحرب العالمية الأولى كانت الإمبراطورية البريطانية تعتمد في الحفاظ على هيبتها بكلفة بخسة (في قسم كبير بفضل السكان المحليين) وهو ما يذكِّرنا بحالة الأمريكيين في أفغانستان بعد ٢٠٠١ م، وهي أيضا حالة العديد من الإمبراطوريات الأخرى، حيث أن "الحكومات الأوروبية الذكية كلما كان ذلك ممكناً كانت تلتجئ إلى متطوعين وإلى مرتزقة أجانب وليس إلى الجنود للقيام بحروب كولونيالية" (٢).

[دول مرتزقة]

لم تكتفِ أمريكيا بتجنيد جنود مرتزقة في جيشها، بل إنها تسعى إلى تحويل جيوش الدول الأخرى إلى جيوش من المرتزقة تحت مسميات (الحلفاء والقوات متعددة الجنسيات). وإذا كانت أمريكا تستخدم الاغراءات لتجنيد الجنود المرتزقة، فهي تفعل نفس الشيء مع الدول المرتزقة من خلال عقدها صفقات مشبوهة مع زعماء هذه الدول وقادتها، سواء عن طريق الرشاوى المالية, أو الضغوط السياسية والاقتصادية والمساعدات المالية (٣)، فأمريكا تريد خوض الحروب وكسبها بدون فقدان أي جندي من مواطنيها الأصليين (الانجلوسكسون) , ولهذا تستخدم الزنوج والمرتزقة في جيشها من ناحية، ومن ناحية أخرى تريد من الغير خوض الحروب عنها وتحت رايتها. ولهذا حاولت أمريكا جاهدة إقناع كثير من الدول للمشاركة في حربها على العراق كما حدث في حربها الأولى عام ١٩٩٠م، ولكن أغلب دول العالم رفضت ذلك إلا بعض دول ما أسمتها أمريكا بـ (أوروبا الجديدة) وبعض الدول الكرتونية من هنا


(١) الجزيرة نت ـ الاثنين ١/ ٩/٢٠٠٣م
(٢) القومية الأمريكية الجديدة .. ـ اناتول لييفين ـ عرض بشير البكر ـ جريدة الخليج ـ ٣٠ـ٦ـ٢٠٠٥ ـ العدد ٩٥٣٨
(٣) انظر الامبراطورية الاستباقية (الدليل إلى مملكة بوش) - سول لاند - تقديم جورجمككفرن- تعريب ليلى النابلسي-ص ٢٠٤ - الحوار الثقافي- ط١ ٢٠٠٥

<<  <  ج: ص:  >  >>