(٢) أثار أستاذ أمريكي بجامعة شيكاغو يعد من أبرز الخبراء الغربيين بشؤون الإرهاب، تخصص على وجه الدقة في تحليل المعلومات المتعلقة بالعمليات الانتحارية، جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة بعدما خلص في كتاب جديد- بعد تحليل المعلومات المتعلقة بكل العمليات الانتحارية التي وقعت في العالم منذ ١٩٨٠ حتى مطلع ٢٠٠٤ - إلى أن الأصولية الإسلامية ليست السبب الحقيقي ل "الإرهاب الانتحاري"، وأن المسلمين ليسوا الأكثر هجمات انتحارية بل هم نمور التأميل في سريلانكا. وأكد البروفيسور روبرت باب أن الانتحاريين والاستشهاديين لا تطلقهم دوافع دينية لشن هجماتهم، بل هدف استراتيجي واضح. وقال إن "الإرهاب" الانتحاري ينبع أساساً من الاحتلال الأجنبي وليس من التطرف الإسلامي، حيث إن "الاستخدام المكثف للقوات العسكرية لتغيير المجتمعات الإسلامية سيزيد على الأرجح الهجمات الانتحارية التي تستهدفنا" .. فما أن تنسحب القوات المحتلة من أوطان الإرهابيين فإن الهجمات تتوقف في الغالب". فلبنان شهد ٤١ عملية انتحارية خلال الفترة ١٩٨٢ - ١٩٨٦م. لكنها توقفت عملياً بعدما سحبت الولايات المتحدة وفرنسا قواتهما، وبعدما انسحبت "إسرائيل" إلى ما سمته الشريط الأمني العازل على الحدود مع فلسطين المحتلة. وأشار إلى أن دراسة المعلومات الخاصة بالهجمات الانتحارية في لبنان إبان ثمانينات القرن ال ٢٠ تنبؤ بأن ٨ فقط منها شنها متشددون إسلاميون، فيما شن ٢٨ منها شيوعيون واشتراكيون، وشن ثلاثاً منها مسيحيون. وأضاف أن الانتحاريين في العراق هم صنيعة الغزو الأمريكي. (الانتحاريين في العراق صنيعة الغزو - الخليج-٢٣ - ٧ - ٢٠٠٥)