للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي ستفضي لذلك، وتوقع تدخل قوة أرضية من أجل إعادة اليهود المشتتين" (١). وكان (جوزيف برستلى ـ مكتشف الأوكسجين) شديد الإيمان بعودة اليهود إلى فلسطين، بشرط تحولهم إلى المسيحية، حيث كان هذا الرأي السائد بين البروتستانت. وهكذا فقد كان القرن السابع عشر هو العصر الذهبي لانتشار الأفكار الدينية المتعلقة بعودة اليهود إلى فلسطين.

[تغير في الأفكار]

شهد القرن الثامن عشر فترة عدم استقرار في أوروبا بسبب كثرة الحروب وما تبعها من ثورات، حيث بدأ يظهر تغير في مضامين الأفكار المتعلقة بعودة اليهود إلى فلسطين. فبعد أن كانت هذه الأفكار تحمل الطابع الديني البحت، تسربت إليها الأفكار السياسية، حيث أصبح للقوى الأرضية دور يجب عليها أن تقوم به لكي تعيد اليهود إلى فلسطين، هذا التدخل الذي كان مرفوضاً قبل ذلك حتى من اليهود أنفسهم الذين كانوا يرون أن عودتهم إلى أرض فلسطين لا بد وأن تتم بتدخل قوة إلهية. وربما كانت جماعة حراس المعبد (ناطورى كارتا) من الجماعات القليلة التي بقيت محافظة على هذه العقيدة، حيث ترى هذه الجماعة "أن دولة إسرائيل هي ثمرة الغطرسة الآثمة للكافرين العلمانيين من أتباع الحركة الصهيونية، الذين تحدوا مشيئة الرب بإنشاء الدولة دون انتظار تدخله على شكل معجزة وظهور المسيح المخلص، الذي يعتبر في نظرهم الوحيد القادر على إقامة دولة إسرائيل لتكون مملكة للكهنة والقديسين" (٢). ولهذا "يعتبرون أن قيام الدولة قبل مجيء المسيا ضلال مبين، وإثم عظيم، وقد طلبت الطائفة رسمياً من الرئيس الأمريكي نيكسون بحث طلبها بعودة مدينة القدس إلى العرب. والجدير بالذكر أن أعضاء طائفة ناتوري كارتا (٦٠ ألفا) لا يعترفون بدولة إسرائيل على أساس أن دولة ما تحمل هذا الاسم (لا يمكن أن تنشأ إلا مع عودة المسيح) أي المسيا المنتظر" (٣).


(١) المصدر السابق ـ ص ٧٩
(٢) أزمة الفكر الصهيوني - د. محمد ربيع - ص٨٠ - المؤسسة العربية للدراسة والنشر
(٣) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص ٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>