وفي ثلاثينات القرن السابق، ازداد عدد الجمعيات الأمريكية المؤيدة لإقامة دولة يهودية في فلسطين، حيث كان هدفها حشد الرأي العام الأمريكي من أجل تحقيق الأهداف الصهيونية في فلسطين. ففي عام ١٩٣٠م أسس الكاهن تشارلى أي رسل، اتحاد المنظمات الأمريكية الموالية لفلسطين، والتي كانت تهدف إلى تشجيع التعاون بين اليهود وغيرهم من المسيحيين، بهدف الدفاع عن قضية الوطن القومي اليهودي. وفي عام ١٩٣٢م أسست اللجنة الأمريكية الفلسطينية للهدف ذاته. وقد ساعدت هذه الجمعيات وغيرها، كثيراً في دعم مطالب الحركة الصهيونية، بسبب وجود وسط بروتستانتي ملائم لترويج الأفكار الصهيونية.
[مركز ثقل الصهيونية ينتقل إلى أمريكيا]
في أربعينيات القرن السابق ازداد حجم الدعم الأمريكي للحركة الصهيونية، حيث أدرك الزعماء الصهاينة أن مركز الثقل في عملهم قد بدأ ينتقل من بريطانيا إلى أمريكيا. فبعد أن أصدرت بريطانيا الكتاب الأبيض في عام ١٩٣٩م والذي حد من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، قابل الزعماء الصهاينة والمتعاطفون معهم، هذا الكتاب بالرفض والاستنكار، و بدأوا يشعرون أن بريطانيا أخذت تتخلى عنهم ولو جزئياً بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، هذا التحول دفع الزعماء الصهاينة لتركيز جهودهم في الولايات المتحدة الأمريكية. فقد كتب بن جوريون في عام ١٩٤٠م يصف مشاعره في هذه الفترة، فقال:"أما أنا فلم أكن أشك في أن مركز الثقل بالنسبة لعملنا السياسي، كان قد أنتقل من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، التي كانت قد احتلت المرتبة الأولى في العالم كدولة كبرى". وعندما اجتمع الزعماء الصهاينة في مؤتمر بلتمور في عام ١٩٤٢م، قرروا نقل جهودهم إلى أمريكيا لكي تساعدهم في تحقيق مطالبهم. فقد أعلن بن جوريون أمام المؤتمر، أن اليهود لم يعد باستطاعتهم الاعتماد على الإدارة البريطانية في تسهيل إنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين (١).