للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراء الرغبة الأمريكية الجامحة في تجيير الحادث الأليم، لجر العالم إلى حروب مدمره لا يعلم مداها إلا الله.

[مغزى أحداث ١١ سبتمبر]

اعتبر جل المراقبين أن مأساة ١١ سبتمبر تمثل الدخول في قرن جديد. فبعد الاحتفال سنة ٢٠٠٠م، بحلول القرن الـ ٢١ سرعان ما عادت بنا الأمور إلى الواقع لتظهر لنا أن العولمة ليست حتماً سعيدة، إذ ضرب الإرهابيون أميركا في رموز قوتها العسكرية والاقتصادية، وهذا يعني أن مغزى هذه الأحداث، ووقعها العالمي، يمكن مقارنتها من حيث أثرها على تطور العالم بسقوط جدار برلين. فواقع التغير الحقيقي الذي قادت إليه هذه الأحداث قد يتجاوز بكثير الإدراك الحالي لانتقال العالم إلى مرحلة جديدة تحت وقع الإرهاب. وجراء هذا البعد غير المعهود لعمليات ١١ سبتمبر، حدثت (وثبة نوعية) في الإرهاب الدولي. والجديد في هذا البعد للإرهاب، يكمن أساساً في طريقة التنفيذ (١). فـ (الثلاثاء الأسود) جاء في الوقت الذي بدأ فيه العالم الخروج من مرحلة ما بعد الحرب الباردة، حيث كان هناك "تزامن بين هجوم ١١ سبتمبر، وهذا التطور الأساسي, والتفاعل بين الاثنين كانت له تداعيات عميقة على النظام العالمي" (٢).

وبالرغم من أهمية معالجة الظروف الدولية الناجمة عن عمليات ١١ سبتمبر الإرهابية حصراً، إلا أنه من المهم حتى هذا التاريخ مراجعة الوضع بعد مرور سنوات على حرب الخليج، والظروف المثيرة لمجيء بوش للسلطة، مما عطل عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية، وتوجه الحلف الأطلسي نحو آسيا الوسطى، عبر الوثيقة المؤسسة بين الحلف وروسيا، والممارسات القمعية لنظام طالبان .. كل هذا كان ينذر بمشاكل في ملتقى شرق ـ غرب/ شمال ـ جنوب الشرق أوسطي. كما أن أوروبا بدأت


(١) الكل أميركيون؟ .. العالم بعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١ - المؤلف: جون ماري كولمباني ـ كامبردج بوك ريفيوز
(٢) َفرْطُ الإرهاب: الحرب الجديدة تأليف/ فرانسوا هايزبور ومؤسسة البحث الإستراتيجي- كامبردج بوك ريفيوز

<<  <  ج: ص:  >  >>