للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الخامس

تنامي التيار الديني المسيحي الأصولي في أمريكيا

في ثمانينات القرن الماضي، صعد وتنامي التيار الصهيوني غير اليهودي، وصار يشكل أكبر وأقوى قوة متنامية مؤيدة لإسرائيل على المسرح السياسي الأمريكي. "وتمثلت الشرارة التي أشعلت السياسة الانجيلية المنظمة في أمريكيا بانتخاب جيمي كارتر لرئاسة الجمهورية عام ١٩٧٦، اذ أعلن كارتر خلال الحملة انه كان مسيحياً إنجيلياً ولد من جديد، حيث ساهمت هذه العبارة في تلقى كارتر دعماً قوياً من الناخبين الذين اعتبروا أنفسهم أيضاً (مولودين من جديد)، ودفع انتخابه مجلة نيوزويك إلى تسمية عام ١٩٧٦م، عام الإنجيليين" (١). وتأكد هذا مجددا بإعلان جيرالد فورد (المنافس في ١٩٧٦م) و (المتنافسين في ١٩٨٠م) رونالد ريجان وجون أندرسون، بإعادة مولدهم كمسيحيين، وكان هذا بمثابة إعلان عن نضج الحركة" (٢).

ولما كانت عضوية الكنائس البروتستانتية المحافظة قد اتسعت خلال تلك الفترة، "فإن هذا الاتجاه، المسيحي الصهيوني نحو الشرق الأوسط، يجد من ينتصر له في منابر مختلفة متزايدة، كالكنائس والإذاعات وحتى قاعات الكونغرس، خاصة بعد أن امتد نفوذه إلى عقول وجيوب الملايين وامتلك شبكة تلفزيونية وإذاعية هائلة وبتقنية متقدمة للغاية وباستخدام الأساليب الاستعراضية الدينية في التلفزيون أو ما تسمى الآن ـ الكنيسة التلفزيونية أو الديانة في الأوقات المناسبة" (٣).


(١) الدين والثقافة الأمريكية - جورج مارسدن - ترجمة صادق عودة ص٢٧٨
(٢) الدين والسياسة في الولايات المتحدة - ج١ـ مايكل كوربت ـ جوليا ميشتل كوربت ص١٥٥
(٣) من أوراق واشنطن ـ يوسف الحسن ـ ص ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>