للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود في فلسطين من الناحيتين السياسية والدينية، بل إن هناك الكثيرين غيره كانوا يوافقونه وجهة النظر هذه، أمثال إدوارد متفورد ولورانس اوليفرنت وغيرهما.

[القس وليام هشلر]

كان القس هشلر، الذي كان يعمل ملحقاً في السفارة البريطانية في فينا، من أكثر المتحمسين لفكرة إعادة اليهود إلى فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر. "فقد قام في عام ١٨٨٢ بعقد مؤتمر مسيحي في لندن، دعا إليه كبار المسيحيين للنظر في توطين اليهود المهاجرين من رومانيا وروسيا في فلسطين" (١). وقد زار هشلر فلسطين أكثر من مرة وألف في عام ١٨٩٤م كتاباً بعنوان (إعادة اليهود إلى فلسطين حسب نبوءات الأنبياء) حيث توصل فيه من خلال بعض الحسابات إلى أن اليهود سيعادون إلى فلسطين في عام ١٨٩٧ـ ١٨٩٨ م. كما أن القس هشلر نشر مقالاً في العدد الأول من صحيفة (دى فلت) اليهودية، أختتمه بقوله: "أفيقوا يا أبناء إبراهيم، فالله ذاته الأب السماوي، يدعوكم إلى الرجوع إلى وطنكم القديم" (٢).

وأثناء عمل هشلر في السفارة البريطانية في فينا، قدم له أحد أصدقائه كتاب (الدولة اليهودية لهرتزل) فلم يكد هشلر يفرغ من قراءة الكتاب حتى هرع إلى سفير بلاده قائلاً: "إن الحركة التي قدرها الله من قبل قد جاءت" (٣) - يقصد الحركة الصهيونيةـ وبعد قراءته الكتاب طلب عقد لقاء مع هرتزل، حيث استطاع هرتزل بفضل هذا اللقاء، مقابلة قيصر ألمانيا، والذي كان يأمل منه أن يستغل نفوذه لدى الباب العالي ليقنعه بتوطين اليهود في فلسطين، ولكن هذا المسعى لم ينجح بسبب رفض السلطان عبد الحميد لذلك.


(١) فلسطين، القضية ـ الشعب ـ الحضارة ـ بيان نويهض الحوت ـ ص ٣٠١
(٢) الاستعمار وفلسطين ـ اسرائيل مشروع استعماري ـ رفيق النتشة ـ ص ١٦٩ - - د. ن, ١٩٨٦
(٣) تيودور هرتزل عراب الحركة الصهيونية ـ ص ٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>