السياسية والاقتصادية والمالية، وإنشاء ما يسمى (نظام عالمي جديد)، وكلنا يتذكر خطاب (بوش الأب) في الكونغرس الأمريكي عام ١٩٩١م وإعلانه عن قيام نظام عالمي جديد. ولهذا عمل (بوش الأول) منذ مطلع عام ١٩٩٨م علي ضمان التنسيق والمساعدة مع مستشاره السابق لشؤون الأمن القومي، (برنت سكاوكروفت)، ووزير الخارجية السابق في عهد ريغان (جورج شولتز)، وذلك لترشيح نجله (جورج دبليو بوش) للرئاسة الأمريكية، حيث كانت الأجندة الجديدة تسعي إلي الضغط من أجل تنفيذ المرحلة التالية من النظام العالمي الجديد. وفي صيف ١٩٩٨م، انطلقت رسمياً حملة (جورج دبليو بوش) الرئاسية حيث ظهر جنباً إلي جنب مع والده بوش الأول وكوندوليزا رايس، وكان يقف وراءهم خلف الكواليس فريق كبير مكون في معظمه من رموز كبري سابقة في إدارة (بوش الأب)، والذين تفاوتوا ما بين أولئك المخلصين المؤمنين بالنظام العالمي الجديد إلي زمرة اللوبي الصهيوني. وبعد أن فاز بوش الصغير وتشيني بالانتخابات، تم تعيين هؤلاء، في مناصب حساسة في إدارة الرئيس الجديدة، وذلك لاستكمال مهمتهم في تنفيذ المرحلة التالية من إعادة صياغة وتشكيل النظام العالمي (١).
[تزوير الانتخابات]
يرصد احد الكتاب نقاط الخلل في سياسات أميركا وفي ثقافتها السياسية, ويرى أن أشد ترجمة لذلك الخلل هو انتخاب جورج بوش رئيساً, وهو يسميه اللص وليس الرئيس, إذ يعتبره سرق الرئاسة من آل غور عن طريق التزوير، والتآمر، وكل الطرق القذرة. وهنا فإن الكاتب لا يستهدف الرئيس (جورج بوش الابن) فحسب, بل والأب، والبطانة التي حوله، والتي سهلت له الفوز, أو بكلماته, تآمرت معه على سرقة الفوز. فقد اقتضى الأمر ستة وثلاثين يوماً من المفاجآت السياسية ـ القضائية حتى الوصول إلى حل للمشكلة العويصة، التي جاءت لمصلحة عشيرة بوش، حيث أعيد فرز الأصوات أربع مرات، وصدر عن المحكمة العليا ثلاثة قرارات، وعن المحكمة العليا الانتخابية قراران، وتقدم بوش على منافسه بصوت واحد في الهيئة الانتخابية، في
(١) إمبراطورية الشر الجديدة ـ عبد الحي زلوم ـ القدس العربي ـ ٢٨/ ٢/٢٠٠٣م