لفتره طويلة فريسه لاطماع وحروب مختلفه لاهميتها الحضارية والثقافية والدينية والجفرافية، والتى بدأت مع حروب المغول والصليبيون ثم الاستعمار الحديث. ولا شك ان الذي حدث تتحمل جزء من مسئوليته الاجيال السابقة التى مزقتها الصراعات المختلفة، الا ان ذلك لا يجب ان يغفلنا عن جاذبية هذه المنطقة واهميتها للعالم اجمع وهذا هو جزء من ثمن ارثنا الحضارى العظيم الذى يجب ان نحافظ عليه ونحميه ويكون حافزاً لنا من اجل تجديد الرساله والرياده للعالم.
ان المتأمل لتاريخ منطقتنا يجد انها تعرضت لغزوات وحروب على مر تاريخها ولكنها كانت في كل مره تهزم اعدائها ليس بقوة الجنود بل بقوة حضارتها وقيمها. وهكذا لم يصدم الغزاة القادمون من وسط اسيا واوروبا بالحدود والجيوش فحسب وانما واجهتهم حضارة تدافع عن (الحضارة) - فالحضارة لا يمكن ولا يكفى ان تدافع عنها بقوة السلاح - وهؤلاء الغزاة الوافدون من سهوب آسيا واوروبا على الرغم من تغلبهم بقوة السلاح قد احتوتهم ثقافة المغلوبيين فتمثل الغزاة حضارة هؤلاء، كما حدث مع الرومان الذي سيطروا على المنطقة لفتره طويله ولكنهم في النهاية اعتنقوا الديانه المسيحية المشرقية، وحدث نفس الشئ مع المغول الذي دموروا بغداد ولكنهم في النهاية دخلوا الإسلام واصبحوا من اشد المدافعين عنه والداعين له. ونحن الان لدينا المقدره لتقديم نموذج حضاري بديل يستوعب الانجازات الحضارية القائمه ويهذبها ويضيف لها بعدا انسانياً وروحياً، تحتاجه البشرية الان، وذلك لن يحث الا إذا اصلحنا انفسنا أولاً "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".
[الإصلاح الإسلامي]
ربما سيقول بعض القراء ان الإسلام هو الحل، مرددا الشعار البراق الذى يطرح دائما كبديل لحل مشاكلنا أو لتبرير تخلفنا نتيجه لعدم اتباعنا النموذج الإسلامى. وانا اعتقد ان طرح المسأله بهذه البساطة والسذاجه فيه تجنى على الواقع الذى نعيش فية بنفس قدر تجنيه على الإسلام نفسه. فالإسلام حتى في عهده الأول لم يمتلك تلك الحلول الجاهزه، والاجوبه الشافية لكافة المسائل والقضايا التى واجهها