لتمكينهم من السيطرة على هذه المنطقة وفرض افكارهم عليها، بل استطاعت حضارتنا على مر التاريخ ان تهزم الغزاة ليس بالقوة العسكرية فحسب، بل من خلال ارتها الحضارى الذى هزم الاعداء بالرغم من تفوقهم العسكرى وجعلهم يتبنون قيم هذه الحضارة وافكارها.
وهذا الامر ليس مستغربا إذا تأملنا ارثنا الحضاري الضخم الذى الهم البشرية جمعاء، فالديانات السماوية في العالم والتى تدين بها اكثر من نصف البشرية نبعت من هنا، والحضارات القديمه التى وضعت اسس التمدن الانساني اشرقت من هنا، وتاريخ العالم بدأ وازدهر وتطور وانتشر من هذه المنطقة المباركة، وكل ذلك جعلها محط انظار العالم وقبلته من الناحية الدينية والحضارية.
واذا كانت امتنا تمر في عصرنا الراهن بازمه نتيجه لتخلفها عن ركب الحضارة بسبب التحديات التى فرضت عليها فان ذلك لا يعنى الاستسلام لهذا الامر، ولا يجب ان نفقد الامل في اصلاح حالنا واللحاق بركب الحضاره. واعتقد ان الجميع يعلم ضخامه وثراء ثراتنا الثقافى والحضارى الذى اعطى العالم اولى الحضارات (الفرعونية والفنيقية والبابلية والسومرية، والاشورية والكنعانية)، وثم تتويج ذلك بهبه من الله للعالمين دياناته السماوية اليهودية والمسيحية ثم الإسلام الدين الخاتم. اعتقد انه لا توجد منطقه في الدنيا توفرت لها مثل هذا الارث العظيم والتاريخ الزاهر. وهنا فاننى لست من هواة الوقوف على الاطلال والتغنى بالماضى، ولكن اعتقد ان ايه نهضه واى تغيير لا بد ان يستند على قاعدة اصيله من الثقة بالنفس وبقدرتنا على التطور والاخذ بناصية الحضارة.
فليس من المنطق أو العقل ان تكون هذه الارض المباركة ساحة للصراع والحروب، في الوقت الذى استطاعت ان تلهم العالم والبشرية جمعاء بقيمها النبيله عن الحب والتسامح والمساواه والدعوة إلى اعمار الارض واعلاء شأن الانسان بتخليصه من كافة اشكال العبودية لغير الله. هذه الارض المباركة لديها رساله جديده يمكنها الهام العالم والبشرية من جديد من خلال التأمل بدقه بإرثها الدينى والحضارى الذى يبنى ولا يهدم والذى يستوعب الجميع من خلال مبادئه المتسامحه.
هناك جهد جبار يجب ان يبدل من قبل المخلصين في امتنا وهم كثر لتصحيح كثير من المفاهيم والافكار التى تعيق تقدمنا، آخذين في الاعتبار وقوع منطقتنا