للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالرئيس (بوش) يرى وفقاً لمعتقداته "أن الخطر الأكبر على ظهور المسيح سيكون من خلال العراقيين حيث أنهم الأكثر تأهيلاً لقتال إسرائيل، وان أي ضعف ديني أو سياسي لإسرائيل سيؤدي إلى تأخير عودة المسيح. وان كل يوم يمضي دون ظهور المسيح ستلعن فيه طائفة الميسوديت ـ التي ينتمي إليها بوش ـ وان هذه اللعنة ستجعلهم يعذبون يوم القيامة" (١). كما أن القس (دافيد بريكنر) يقول: "إننا نعرف أن تدمير بابل الذي ورد في الإصحاح ١٨ يعني تدمير العراق"، كما إن القس تشالز داير أستاذ اللاهوت في جامعة دلس يدعي "إن إصحاح اشعيا ١٣ يشير إلى قيام صدام حسين والى غزوة للكويت، وذلك لإقامة قاعدة للهجوم على إسرائيل". واعتبر القس داير في تفسيراته لهذه النبوءات " (صدام حسين) خليفة (نبوخذ نصر)، الذي هزم الإسرائيليين وسباهم إلى بابل ودمر الهيكل، وذلك بسبب عدائه لإسرائيل وبسبب نواياه لإعادة بناء بابل".

وهكذا تبدو عملية ربط الوقائع السياسية بالنبوءات الدينية عملية متحركة فإذا كان القس (داير) يعتبر العراق اليوم بمثابة بابل القديمة فان القس (سكوفيلد) وهو من اللاهوتيين المؤسسين لهذا الفكر الصهيوني الإنجيلي في الولايات المتحدة يرفض فكرة التماثل الحرفي بين العراق وبابل، ويقول: "إن المقصود ببابل وما تمثله من خطر على إسرائيل، هو الفاتيكان بسبب ما يكنه (سكوفيلد) وأمثاله من عداء للكاثوليكية وللبابوية" (٢).

[الصراع بين الخير والشر]

لقد عميَ بوش عن رؤية الآثار السلبية التي قد تنتج عن حربه ضد العراق، ومنها: سقوط عدد كبير من المدنيين العراقيين والعسكريين الأمريكيين في القتال، ومزيد من الهجمات داخل أمريكا، وحدوث أزمة نفطية عالمية، وتعميق الجفوة بين العالم الإسلامي وأمريكا، واحتمال انهيار بعض الحكومات الموالية لواشنطن، وعزلة الولايات المتحدة في العالم، وبث الكراهية لها في أركان الأرض .. الخ. وبدلاً من الرد


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص١٩٢
(٢) الدين في القرار الأمريكي ـ محمد السماك - ص٥٣

<<  <  ج: ص:  >  >>