ادعائها بالإنتماء للمسيح، ولذلك فإنني اعتقد أن الاهم هو زيادة وعي الناس بمواقف الكنائس المختلفة وثأثيرها على المؤمنين في كل مكان، وبذلك لا يقع الخلط.
[مواجهة الصهيونية المسيحية]
اعتقد اننا بتحديدنا لمفهوم الصليبيون الجدد نكون قد خطونا خطوة كبيرة في مواجهة هذه ظاهرة الصهيونية المسيحية، وسنلاحظ انه من خلال مزيد من التحليل لهذه الظاهرة سنتمكن من عزل مزيد من العوامل التى ستساعد في تضييق الخناق عليها وتحجيمها، ووضع الخطط لمواجهتها. فالرغم من قوة تأثير وفعالية الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة، فإن لها معارضين من داخل الكنيسة الإنجيلية نفسها، ومن خارجها، وهي ليست الوحيدة على الساحة، وهذا يعني ان مجال العمل مفتوح لمواجهتها والحد من فعاليتها.
أولا: -المواجهة من داخل الكنيسة الإنجيلية
تتمثل أهم قاعدة للمعارضة الإنجيلية في المجلس الوطني لكنائس المسيح ويضم هذا المجلس ٣٤ طائفة يبلغ عدد أتباعها نحو الأربعين مليون شخص، وتصدر عن هذا المجلس مجلة شهرية تدعى (القرن المسيحي) كما تصدر عنه مجلة شهرية أخرى تدعى (المسيحية والأزمات). ويستقطب المجلس ومجلتاه الإنجيليين الليبراليين الذين يرفضون التفسير الحرفي للكتاب المقدس، كما يرفضون الصهيونية اللاهوتية في الكنيسة. ومن أبرز المواقف السياسية التي اتخذها المجلس الوطني لكنائس المسيح، إعلانه في عام ١٩٧٩ م أن من حق منظمة التحرير الفلسطينية الاشتراك في أي مفاوضات للسلام باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. ويعبر عن هذه المواقف والآراء دوريات أخرى أبرزها، مجلة القيمون وتصدر في واشنطن العاصمة، مجلة الطرف الآخر، وتصدر في فيلادلفيا، ومجلة المصلح، وتصدر في ميتشجان. وهذه المجلات الثلاث تنتقد باستمرار وبشدة الصهيونية المسيحية، وتدعو إلى احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في تقرير مصيره.