للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمساعدة يهود القدس، ولكن لما فشلت النبوة بعدم ظهور المسيح المخلص، ولما وقعت حادثة دمشق الشهيرة في السنة نفسها، أي سنة ١٨٤٠م وهى الحادثة التي اتهم فيها اليهود بقتل المسيحيين واستنزاف دمهم ـ تخلى الكعى عن الغيبيات الدينية وسيلة وحيدة لخلاص اليهود، وبات يدعو إلى درب عملي، خصوصاً بعد رؤيته أهمية تدخل القناصل والدول الأجنبية لوقف محاكمة اليهود في دمشق" (١).

لهذا كرس يهودا الكعى ما تبقى من حياته داعياً إلى تخليص اليهود وعودتهم، بالصلاة والعمل. "وقد نشر منذ سنة ١٨٤٣م سلسلة من الكتيبات والمقالات ركز فيها على أهمية الطلب من شعوب العالم كي تسمح لليهود بالعودة إلى وطنهم، كما طالب اليهود بدفع العشر من اجل العودة، حيث ربط بين الخلاص اليهودي وابتياع الأرض المقدسة (أي فلسطين) من أصحابها غير اليهود" (٢).

[٢ـ تسفى هيرش كاليشر (١٧٩٥ـ١٨٧٤م)]

كتب هيرش في عام ١٨٣٧ يقول: "ان الله امر اليهود بالا يقوموا ابداً بانشاء دولتهم بانفسهم ومن خلال جهودهم. وفي نفس العام الذي حظر فيه هيرش على اليهود اعلان دولة يهودية، حدث زلزال في شمال فلسطين قتل الغالبية العظمى من سكان مدينة صفد والذين كان الكثير منهم من اليهود، وكانوا هاجروا حديثاً إلى فلسطين. وقد ارجع الخاخام البولندي الشهير موشيه تيتلباوم هذا الزلزال إلى عدم رضا الله عن الهجرة اليهودية الزائدة إلى فلسطين وقال تيتلباوم: ليست مشيئة الله ان نذهب إلى ارض اسرائيل عن طريق جهودنا ومشيئتنا (٣).

ولكن هيرش كاليشر منذ ١٨٤٢م غير آراءه تماماً واعلن أن استرداد صهيون يجب أن يبدأ بالعمل عليه من جانب اليهود أولا، أما المعجزة الميسائية، بقدوم المسيح المنتظر، فتتبع ذلك. لهذا دعا الحاخام كاليشر اليهود للاعتماد على أنفسهم


(١) فلسطين، القضية، الشعب، الحضارة ـ بيان نويهض الحوت ـص ٣١٣
(٢) الأرض في الفكر الاجتماعي الصهيوني - كمال الخالدي ص٨ - الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين - ط١ ١٩٨٤
(٣) الاصولية اليهودية في اسرائيل- تأليف اسرائيل شاحاك - نورتون متسفينسكي - ص ٥٣ ترجمة ناصر عفيفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>