حملته المسعورة لتشويه صورة النظام العراقي، ورسم صوره شيطانية جديدة لصدام حسين (١).
[إعدام صدام حسين]
مباشرة بعد صلاة عيد الأضحى المبارك في بغداد تم أعدام صدام حسين بينما جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون بتقديم الأضاحي لله عز وجل ابتهاجا بعيد الأضحى المبارك، وبصرف النظر عن تمثيلية المحاكمة المهزلة، فإن إعدام الرئيس العراقى كان قراراً سياسياً مدروساً من حيث تنفيذه وتوقيته من جانب الإدارة الأميركية. الهدف من التنفيذ البشع والاستعراضى هو الانتقام، والهدف من التوقيت هو المزيد من إهانة الأمة العربية. صدام لم يكن رئيس دولة عربية كبرى وحسب، بل ترأس عدداً من مؤتمرات القمة العربية، أى أنه كان في لحظة ما رئيس الأمة العربية.
لم ُيعدم الأميركيون أسيرهم صدام لأنه وافق على إعدام ١٤٨ مواطناً في الدجيل قبل ثلاثين عاماً، فهم يقتلون مثل هذا العدد أو أكثر منه كل يوم. ولم يقتلوه لأنه كان دكتاتوراً فصدام ليس نسيجا وحده بين الحكام. ولم يقتلوه لأنه حارب إيران فقد وقفوا إلى جانبه حينها. ولم يقتلوه لأنه اجتاح الكويت وضمها فقد جس نبضهم عندما أبلغهم بذلك سلفاً ولم يعترضوا. الذين أعدموا صدام أعدموه لأنه بنى صناعة حربية، وانتج صواريخ، وبدأ مشروعاً نووياً، وهدد أمن إسرائيل كدولة احتلال، وكاد يسيطر على البترول العربى لاستعماله كسلاح لاسترداد الحقوق العربية المهضومة. وقوف صدام في وجه الاحتلال بصلابة محا كل خطاياه السابقة للاحتلال، وإعدامه على يد الاحتلال الأميركى جعله شهيداً وأدخله التاريخ كرمز للإرادة القومية ورفض الخضوع، جنباً إلى جنب مع الذين شنقهم العثمانيون في دمشق، والانجليز في فلسطين، والإيطاليون في ليبيا.
فصدام رغم كل المؤاخذات، سجل السبق بقصف إسرائيل، ورفع مستوى التعليم في بلاده .. ودعم بعض الدول العربية .. وحتى بعد وقوعه في الأسر فقد بقي
(١) العراق أولاً - حرب إسرائيل الخاطفة على نفط الشرق الأوسط (عملية شيخينا) - تأليف جوفيالزـ ترجمة مروان سعد الدين ص١٣ - الاوائل للنشر والتوزيع/ دمشق- ط١ ٢٠٠٣